أو التعجيز كما في قوله سبحانه:(وَإنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَة مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ...) .[ 1 ] نعم فرق بين التمني و التعجيز فالأوّل أمر قابل للإنشاء، بخلاف الثاني فلا محالة يكون المنتقل إليه في الأوّل إنشائياً بخلافه في الثاني فانّه يكون أمراً إخبارياً. كما لا يخفى فالتعجيز و الإقدار من الأُمور التكوينية غير القابلة للإنشاء، و الآية لا تهدف إلى إنشاء التعجيز بل تخبر عنه.
وثالثاً: أنّ الفرق فيما تستعمل الصيغة بداعي التحريك نحو المطلوب وما يستعمل بداعي آخر كالتعجيز والتهديد، ليس منحصراً في اختلاف الدواعي ـ كما هو ظاهر كلامه ـ بل هناك فرق آخر و هو ـ اختلاف متعلّق الإرادة الجديّة فيهما بعد اشتراكهما في وحدة الإرادة الاستعمالية ففي القسم الأوّل، يكون متعلّق الإرادتين واحداً، وفي الثاني يكون متعلّقهما مختلفاً . فلو تعلّقت الإرادة الجديّة بنفس ما تعلّقت به الإرادة الاستعمالية، يكون الاستعمال حقيقياً، و إلاّ يصير مجازياً.
فتلخّص أنّ الفرق بين المختار، و مختار المحقّق الخراساني من وجوه:
الأوّل: إنّ الصيغة على المختار، حسب ما تعطيه الأشباه و النظائر، موضوعة لإنشاء البعث، دون إنشاء الطلب.
الثاني: أنّ استعمالها في مورد التمنّي والترجّي مجاز على المختار، و على خلاف الوضع على مبناه.