responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 313

المصحف.

وقالت الكرامية: إنّ كلامه حروف وأصوات و أنّها حادثة قائمة بذاته، لتجويزهم قيام الحوادث بذاته تعالى.[ 1 ]

وكان هذا الرأي هو النظر السائد بين أهل الحديث، ولما التحق بهم الشيخ أبو الحسن الأشعري[ 2 ] وتاب من الاعتزال، أخذ بإصلاح عقيدتهم بقدر ما يمكن، و لمّا رأى أنّ القول بقدم الحروف والكلمات في غاية السخافة، قال بحدوثها وأنّ القديم من كلامه سبحانه هو الكلام النفسي، و هو صفة قائمة بذاته، وهو غير العلم في الجمل الخبرية، وغير الإرادة والكراهة في الجمل الإنشائية كالأوامر والنواهي.

وبما أنّ سخافة نظرية أهل الحديث واضحة، نركِّز البحث حول رأي الفريقين: المعتزلة والأشاعرة، ثمّ نأتي بما هو الحقّ في توصيفه سبحانه بالتكلّم فنقول:

إنّ اختلاف الأشاعرة والمعتزلة في صفة تكلّمه يرجع إلى قبول أحد القياسين التاليين فالأشاعرة نظرت إلى أنّ كلامه صفة له تعالى، و كلّ ما هو صفة له فهو قديم، فينتج: أنّ كلامه قديم. و لمّا كانت الحروف والأصوات أُموراً حادثة، والأُمور الحادثة لا تليق بذاته ذهبوا إلى أنّ كلامه ليس من جنس الحروف والأصوات بل معنى قائم بذاته يسمّى الكلامَ النفسي، وهو مدلول الكلام اللفظي المركّب من الحروف والأصوات.

والمعتزلة نظرت إلى أنّ كلامه تعالى مؤلّف من أجزاء مترتّبة متعاقبة في الوجود، و كلّما كان كذلك فهو حادث، فقالوا : إنّ صفة تكلّمه عبارة عن خلقهما في الأجسام كشجرة موسى وغيرها. قالوا بأنّ كلية الكبرى، وهي أنّ كلّ ما هو



[1] شرح التجريد، للقوشجي، ص 416.
[2] اقرأ حياته و آراءه في الجزء الثالث من كتاب بحوث في الملل و النحل.

اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست