responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 312

فعلي؟ و قد انتهى البحث في كونه متكلّماً إلى البحث الدارج بين النصارى، من كون كلامه قديماً أوحادثاً فبما أنّ المسيح عندهم هو الله المتجسّد، وفي الوقت نفسه هو كلمة الله، ذهبوا إلى كون كلامه قديماً، فاغترّالمسلمون (كأهل الحديث و الأشاعرة) فذهبوا إلى كون كلامه كالقرآن قديماً و لم يقفوا على أنّ القديم عند النصارى هو كلمته أي المسيح الذي هو الله. و أين ذلك من القرآن النازل من عنده إلى رسوله و هو فعله. و قد بلغت تلك الأبحاث، خصوصاًما يرجع إلى خلق القرآن وقدمه القَّمة في عصر العباسيين حتّى أُريقت لأجلها الدماء المحرّمة.

وحاصل البحث أنّ صفاته تعالى على قسمين: صفة ذات، و صفة فعل. والأُولى هي القائمة بذاته ولا يصحّ سلبها عنها أبداً، كعلمه و قدرته و حياته، فلا يقال: يعلم و لا يعلم. والثانية، ما تنتزع من فعله سبحانه، ككونه رازقاً و خالقاً، وغيرهما فإنّها صفات تنتزع من فعله أعني: إيجاد العالم و رزقَ عباده بمواهبه الأرضية والسماوية، و هذه يصحّ ورود السلب عليها، فيقال: يرزق فلاناً ولا يرزق آخر، و يخلق كذا ولا يخلق كذا.

وقد وقع الكلام في تكلّمه سبحانه: هل هو من صفات فعله، أو من صفات ذاته. ذهبت المعتزلة و الإمامية إلى الأوّل، وأهل الحديث وتبعهم الأشاعرة إلى الثاني.

فقالت المعتزلة: كلامه تعالى أصوات وحروف يخلقها سبحانه في غيره كالشجر و الجبل، كما هو الحال في تكليمه سبحانه موسى، قال تعالى: (فَلَمّا آتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئ الْوادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنّي أَنَا اللّهُ رَبُّ الْعالَمين) .[ 1 ]

وقال أهل الحديث: كلامه تعالى حروف و أصوات تقوم بذاته، و هوقديم. و قد بالغوا فيه حتّى قال بعضهم جهلاً: الجلد والغلاف أيضاً قديمان ، فضلاً عن



[1] القصص:30.

اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست