responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 224

ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، و لكن القرآن يجري أوّله على آخره مادامت السماوات والأرض».[ 1 ]

التأمّل في هذه الروايات يعطي أنّ المقصود من التأويل أحد الوجهين:

الوجه الأوّل: أنّ ما ورد في القرآن حول الأقوام والأُمم من القصص، و ما أصابهم من النعم و النقم، لا ينحصر في من ورد فيهم بل أُولئك كانوا مظاهرَ لكلامه سبحانه، وهو يعمّ غيرهم ممّن يأتون بعدهم.

فقوله سبحانه: (وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَالْخَوفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَوَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَ هُمْ ظالِمُونَ)[ 2 ] و إن كان وارداً في قوم خاص كما تشهد له الآية الثانية، لكنّه قاعدة كلية مضروبة على كلّ الأُمم.

ومثله قوله سبحانه:(أَلَمْ تَرَإِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَالْبَوارِ*جَهَنَّمَ يَصْلَونَها وَبِئْسَ الْقَرار) [ 3 ] و يشهد لذلك رواية حمران، فلاحظ.و يؤيده ما ورد من أنّ القرآن ذو وجوه، فاحملوه على أحسن الوجوه.

الوجه الثاني: أن يكون المراد، حمل الآية على الموارد التي لولا بيان الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ لما أمكن الاهتداء إليها.

وقد فسّر الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ قوله تعالى: (اَلَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)برحم آل محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وقد يكون في قرابة الإنسان، قال: «فلا تكوننّ ممّن يقول للشيء، أنّه في واحد».[ 4 ]



[1] كنز الدقائق: 1/6. و لاحظ مرآة الأنوار:2و3و4، للشيخ أبي الحسن الفتوني العاملي; و البحار 89باب أنّ للقرآن ظهراً، الحديث 54، 62، 64و 65.
[2] النحل:112و113.
[3] إبراهيم:28و29.4. الغيبة للنعماني:211.
[4] لاحظ مرآة الأنوار:4.

اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست