responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79

عمله، فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادّين.

ولنعم ما قال الاِمام جعفر الصادق _ عليه السلام_ في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى مدّعي الحبّ الاِلهي كاذباً:

تعصي الاِله وأنتَ تُظهر حبّهُ *** هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبّك صادقاً لاَطعتهُ *** إنّ المحبّ لمن يحبُّ مطيعُ[ 1 ]

للحبّ مظاهر وراء الاتباع

نعم لا يقتصر أثر الحبّ على هذا، بل له آثار أُخرى في حياة المحبّ؛ فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظّمه ويقضي حاجته، ويذبّ عنه، ويدفع عنه كلّ كارثة ويهيّىَ له ما يريحه، ويسرّه إذا كان حيّاً.

وإذا كان المحبوب ميّتاً أو مفقوداً حزن عليه أشدّ الحزن، وأجرى له الدموع كما فعل النبيّ يعقوب _ عليه السلام_ عندما افتقد ولده الحبيب يوسف _ عليه السلام_ فبكاه حتّى ابيضّت عيناه من الحزن، وبقي كظيماً حتّى إذا هبّ عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود، هشَّ له وبشَّ، وهفا إليه شوقاً وحبّاً.

بل يتعدّى أثر الحبّ عند فقد الحبيب وموته هذا الحدّ؛ فنجد المحبّ يحفظ آثار محبوبه، وكلّ ما يتّصل به، من لباسه وأشيائه، كقلمه ودفتره وعصاه ونظّارته، كما ويحترم أبناءه وأولاده، ويحترم جنازته ومثواه، ويحتفل كلّ عام بميلاده وذكرى موته، ويكرمه ويعظّمه حبّاً به ومودّة له.

إلى هنا ثبت أنّ حبّ النبيّ وتكريمه أصل من أُصول الاِسلام لا يصحّ لاَحد إنكاره، ومن المعلوم أنّ المطلوب ليس الحبّ الكامن في القلب من دون أن


[1] سفينة البحار، مادة «حب».

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست