responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 78

اختلاف الأُمة في درجات حبّهم للنبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _

وليست الاَُمّة المؤمنة في ذلك شرعاً سواء، بل هم فيه متفاوتون على اختلاف درجات عرفانهم به كاختلافهم في حبّ الله تعالى.

قال القرطبي: «كلّ من آمن بالنبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _ إيماناً صحيحاً لايخلو عن وجدان شيء من تلك المحبّة الراجحة، غير أنّهم متفاوتون؛ فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظّ الاَوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظّ الاَدنى، كمن كان مستغرقاً في الشهوات، محجوباً في الغفلات في أكثر الاَوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _ اشتاق إلى رؤيته بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده، ويبذل نفسه في الاَُمور الخطيرة، ويجد مخبر ذلك من نفسه وجداناً لا تردّد فيه»[ 1 ].

مظاهر الحبّ في الحياة

إنّ لهذا الحبّ مظاهر؛ إذ ليس الحبّ شيئاً يستقرّ في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس خارجي على أعمال الاِنسان وتصرّفاته، بل إنّ من خصائص الحبّ أن يظهر أثره على جسم الاِنسان وملامحه، وعلى قوله وفعله، بصورة مشهودة وملموسة.

فحبّ الله ورسوله الكريم لا ينفكّ عن اتّباع دينه، والاستنان بسنّته، والاِتيان بأوامره والانتهاء عن نواهيه، ولا يعقل أبداً أن يكون المرء محبّاً لرسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أشدَّ الحبّ، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ولايرضيه، فمن ادّعى حبّاً في نفسه وخالفه في


[1] فتح الباري 1 : 50 ـ 51.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست