اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 62
وقال أيضاً في قصة استسقاء الخليفة بالعباس: «إنّ عمر لم يقل واليوم نستسقي
بالعباس بن عبد المطلب بل قال: بالعباس عمّ نبيّك، فالوجاهة حصلت له لاَنّه عمّ
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ الميّت، وهذا اعتراف بأنّ جاه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بعد موته ما زال باقياً حتى سرى
إلى عمّه العباس[ 1 ].
ونحن نضيف إلى ذلك: أنّه إذا جاز التوسّل بالقرآن ـ كما مرّ في الفصل الثاني ـ
لمكانته عند الله ومنزلته لديه وهو كلام الله الصامت، فالتوسّل بالنبي الاَكرم
وهوكلام الله الناطق بطريق أولى.
عن عمر بن الخطاب قال: قال _ صلى الله عليه وآله وسلم _: «اقترف آدم الخطيئة قال: ربّي
أسألك بحقّ محمّد لما غفرتَ لي، فقال الله عزّ وجلّ: يا آدم، كيف عرفت
محمّداً ولم أخلقه ؟ قال: لاَنّك يا ربّ لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك
رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله،
فعلمت أنّك لم تُضِفْ إلى اسمك إلاّ أحبّ الخلق إليك، فقال الله عزَّ وجلّ:
صدقت يا آدم إنّه لاَحبّ الخلق إليَّ، وإذا سألتني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا
محمّد لما خلقتك»[ 2 ].
يقع الكلام في سند الحديث أوّلاً ومتنه ثانياً.
أمّا الاَوّل: فرجاله ثقات، نعم وقع الكلام في واحد منهم وهو عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم، فقد قال البيهقي: وهو ضعيف، ولكن الحاكم صحّح الحديث على
شرط الشيخين، ولو قلنا بأنّه لا يعتمد على تصحيح الحاكم وحده فتكون الرواية
مؤيّدة؛ إذ ليس معنى كون الراوي ضعيفاً أن الرواية مكذوبة.
[1] المصدر نفسه: 49. [2] دلائلالنبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، 5: 489 ط دار الكتب العلمية بيروت. لاحظ الدر المنثور1:
59، ونقله كثير من المفسرين فيقصة توبة آدم.
اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 62