responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 61

3 ـ توسّل آدم بحقّ النبي

قد تعرّفت على حقيقة حقّ العبد على الله وربّما يحتمل أن يراد منه منزلته وجاهه عند الله وكرامته لديه قال نور الدين السمهودي:

اعلم أنّ الاستغاثة والتشفّع بالنبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وبجاهه وبركته عند ربّه تعالى من فعل الاَنبياء وسير السلف الصالح، واقع في كلّ حال، قبل خلقه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وبعد خلقه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في حياته الدنيوية ومدّة البرزخ وعرصات القيامة.

«وإذا جاز السؤال بحق الاَعمال ـ كما في حديث الغار الصحيح وهي مخلوقة ـ فالسؤال ب_ صلى الله عليه وآله وسلم _ أولى. وفي العادة أنّ من له عند شخص قدر فتوسّل به إليه من غيبته فإنّه يجيب إكراماً للمتوسل به وقد يكون ذكر المحبوب أو المعظّم سبباً للاِجابة»[ 1 ].

قال الدكتور عبد الملك السعدي: «إذا قلت: اللّهمّ إنّي توسّلت إليك بجاه فلان، لنبي أو صالح فهذا أيضاً مما ينبغي أن لا يحصل بجوازه خلاف؛ لاَنّ الجاه ليس له ذات المتوسّل به بل مكانته ومرتبته عند الله وهي حصيلة الاَعمال الصالحة؛ لاَنّ الله تعالى قال عن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ («وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً »)[ 2 ]وقال عن عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ («وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالاَْخِرَةِ »)[ 3 ]فلا ينكر على من يتوسّل بالجاه إذا كنّا منصفين؛ لاَنّه لا يحتمل نسبة التأثير إلى المتوسّل به إذ ليس هو المقصود بل المتوسّل به جاهه ومكانته عند الله لا غير[ 4 ].


[1] وفاء الوفا 4: 1372.
[2] الاَحزاب: 69.
[3] آل عمران: 45.
[4] البدعة: ص 45.

اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست