responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 338

عدم روَيته مدح وتعظيم للشيء، أمّا إذا كان في نفسه جائز الروَية ثم إنّه قدر على حجب الاَبصار عن روَيته وعن إدراكه كانت هذه القدرة الكاملة دالّة على المدح والعظمة، فثبت أنّ هذه الآية دالة على أنّه جائز الروَية حسب ذاته [ 1 ].

إنّ هذا التشكيك يحطّ من مقام الرازي فهو أكثر عقلية من هذا التشكيك، وذلك لاَنّه زعم أنّ المدح بالجملة الاَُولى، أعني قوله سبحانه: («لا تدركُهُ الاَبصارُ») وغفل عن أنّ المدح بمجموع الجزأين المذكورين في الآية، بمعنى أنّه سبحانه لعلوّ منزلته لا يُدرَك وفي الوقت يُدرِك غيره، وهذا ظاهر لمن تأمّل في الآية ونظيرتها أي يُطعِم ولا يُطعَم، فهل يرضى الرازي بأنّه سبحانه يمكن له الاَكل والطعم.

الشبهة الثانية:

إنّ لفظ الاَبصار صيغة جمع دخل عليها الاَلف واللام فهو يفيد الاستغراق فقوله: («لا تدركه الاَبصار») بمعنى لا يراه جميع الاَبصار، وهذا يفيد سلب العموم ولا يفيد عموم السلب [ 2 ].

يلاحظ عليه: أنّ المتبادر في المقام كما في نظائره هو عموم السلب أي لا يدركه أحد من ذوي الاَبصار نظير قوله سبحانه: («إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدِينَ») (البقرة|190) وقوله سبحانه: («فإنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ») (آل عمران ـ 32) وقال سبحانه: («واللّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ») (آل عمران ـ 57) .

يقول الاِمام علي ( عليه السلام ): «الحمد للّه الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادّون، ولا يوَدّي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بُعد الهمم، ولا



[1]الرازي: مفاتيح الغيب: 13|125.
[2]الرازي: مفاتيح الغيب: 13|126.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست