responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 289

إذ على هذا التفسير لا صلة بالمنسوخ والناسخ بالمسافر، بل كلاهما ناظران إلى الحاضر فقد كان من يطيقه تاركاً للصوم مقدماً للفدية فنزل الوحي وأمرهم بالصوم، فأيّ صلة له بالموضوع [ 1 ].

وثالثاً: مع غض النظر عمّـا سبق من الاَمرين وتسليم أنّ الآية ليس فيها نسخ ـ كما هو الحقّ على ما قدمناه في صدر البحث ـ نقول: إنّ قوله («وأن تصوموا خير لكم») حض على الصيام ودعوة إلى تلك العبادة من غير نظر إلى المريض والمسافر والمطيق وإنّما هو خروج عن الآية بإعطاء بيان حكم كلّـي وهو أنّ الصيام خير للموَمنين وليس عليهم أن يتخلّوا عنه لاَجل تعبه.

ولاَجل ذلك يقول:(« إن كنتم تعلمون»).

قال العلاّمة الطباطبائي: «قوله تعالى: («وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون») جملة متمّمة لسابقتها، والمعنى بحسب التقدير: تطوّعوا بالصوم المكتوب عليكم فإن التطوّع بالخير خير والصوم خير لكم فالتطوّع به خير، على خير وربما يقال: إنّ الجملة، أعني: قوله: («وأن تصوموا خير لكم») خطاب للمعذورين دون عموم الموَمنين المخاطبين بالعرض والكتابة، فإنّ ظاهرها رجحان فعل الصوم غير المانع من الترك فيناسب الاستحباب دون الوجوب، ويحمل على رجحان الصوم واستحبابه على أصحاب الرخصة. ومن المريض والمسافر فيستحب لهم اختيار الصوم على الاِفطار والقضاء.

ويرد عليه: عدم الدليل عليه أوّلاً، واختلاف الجملتين، أعني قوله: («فمن كان منكم») قوله: («وأن تصوموا خير لكم»)، بالغيبة والخطاب ثانياً، وأنّ الجملة الاَُولى (ليست) مسوقة لبيان الترخيص والتخيير، بل ظاهر قوله: («فعدّة من أيّام أُخر») تعيّن الصوم في أيّام أُخر كما مر ثالثاً، وإنّ الجملة الاَُولى على تقدير ورودها لبيان الترخيص في حقّ المعذور لم يذكر الصوم والاِفطار حتى يكون قوله: «وأن



[1]البخاري: الصحيح: 3|45: باب وعلى الذين يطيقونه فدية.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست