responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 288

أمّا الكتاب فقوله تعالى: («أيّاماً مَعدوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنكُمْ مَريضاً أوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ وَعَلى الّذِينَ يُطِقُونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مَسكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيراً فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وأن تَصُومُوا خَيرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُم تَعلَمُون»)(البقرة ـ 184).

تقريبه :

إنّ قوله («وأن تصوموا خير لكم») راجع إلى المسافر فهو يدلّ مضافاً إلى جواز الصيام في السفر، يدلّ على أفضليته فيه وينتج أنّ الاِفطار رخصة والصيام أفضل.

يلاحظ عليه: أوّلاً: أنّ الاستـدلال إنّما يتم لو لم نقـل بأنّ الآية الثانية («شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ...») ناسخة للآية المتقدمة برمتها ومنها قوله: («وأن تصوموا خير لكم»). وإلاّ فعلى القول بالنسخ كما رواه الاِمام البخاري يسقط الاستدلال وإليك ما روى: قال: (باب وعلى الذين يطيقونه فدية) قال ابن عمر وسلمة بن الاَكوع: نسختها («شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر...») [ 1 ].

وثانياً: أنّ الاستدلال مبني على أن لا يكون قوله سبحانه: («وأن تصوموا خير لكم») ناسخاً لقوله: («وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له ») كما رواه الاِمام البخاري عن ابن أبي ليلى أنّه حدّثه أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكيناً ترك الصوم ممّن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها: («وأن تصومـوا خير لكم»)فأُمروا بالصوم [ 2 ].



[1]الفخر الرازي: التفسير الكبير: 5|76.
[2]البخاري: الصحيح: 3|44.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست