responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 274

سياق الآيات يدلّ على أنّها نازلة مرّة واحدة والكل على سبيكة خاصة لا تهدف إلاّ إلى بيان حكم الصيام في شهر رمضان، فتقطيع الآيات أو حملها بحمل بعضها على شهر رمضان والبعض الآخر إلى غيره لا يساعده السياق وأنت إذا تأمّلت الآيات وجدتها كلاماً موضوعاً لبيان عرض واحد وذا سياق مثله، متسق الجمل، رائق المبيان.

فإذا حملت جملة على غير موضوع واحد (صيام شهر رمضان) لوجدت الآيات مختلة السياق، متطاردة الجمل يدفع بعضها بعضاً.

ومن العجيب ما روي عن بعضهم من تسرّب النسخ إلى بعض هذه الآيات ببعضها الآخر وهذا القول جداً ينزل الآيات عن روعتها وجمالها.

فلنأخذ بتفسير الآيات الثلاث بشكل موجز ونركّز على المواضيع التي تصلح لاَن تكون دليلاً على الحكم الشرعي.

أمّا الآية الاَُولى: فتحكي عن فرض الصيام على الموَمنين كفرضه على الاَُمم الماضية والغاية من هذا الفرض هو كسب التقوى كما قال سبحانه: («لَعَلَّكُم تَتَّقُون») فإنّ الصائم يترك شهواته الطبيعية المباحة امتثالاً لاَمره واحتساباً للاَجر عنده فتتقوّى بذلك إرادته على ترك الشهوات الجامحة.

وأمّا الآية الثانية: فنفسّرها جملة بعد أُخرى:

قال سبحانه: («أيّاماً مَعدُودات»)

أي معينات بالعدد وقليلات، وليس شيئاً كثيراً، وتنكير الاَيّام للدلالة على القلّة والتحقير كقوله سبحانه: («وَشَـرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعدُودَة») (يوسف | 20) وبّما أنّ تلك الاَيّام مبهمات صارت الآية الثالثة مفسرة لها حيث قال: («شَهرُ رَمَضانَ الّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآن»).

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست