responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 353

مختلف الأبواب يكشف عن أنّ الهدف من التشريع هو حفظ ضروريات الناس وحاجياتهم وتحسيناتهم.[ 1 ]

8. مقاصد الشريعة والتقسيم الثلاثي

قد تعرّفت على التقسيم الثلاثي لمقاصد الشريعة الذي ورثه الباحثون عن إمام الحرمين والغزالي ثمّ الشاطبي، وحاك على منوالهم المتأخرون في العصر الحاضر، ولكن يصحّ هذا التقسيم فيما إذا نظرنا إلى الشريعة من منظار التجزئة، أمّا إذا نظرنا إلى مجموع الديانة الإسلامية عقيدة وشريعة وقِيَماً فالمقصد الأسنى للوحي المحمدي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو تربية الإنسان في ظل العقيدة الصحيحة والعمل الصالح على نحو يكون فيه موجوداً مثالياً يُمثّل أسماء اللّه وصفاته، وإلى ذلك يشير قوله سبحانه مخاطباً الملائكة:(وَإِذْ قالَ رَبّكَ لِلْمَلائِكةِ إنّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَليفةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقدِّسُ لَكَ قالَ إِنّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُون).[ 2 ]

وليس المراد من الخلافة هي الخلافة عن موجود أرضيّ كان يعيش قبل آدم، بل المراد هو الخلافة عن اللّه سبحانه في الأرض حتّى يكون ممثلاً لأسمائه وصفاته والدليل على ذلك الآية التالية: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْماءَ كُلّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلى المَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِؤوني بِأَسْماء هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين)[ 3 ]، فلو كان المراد من الخلافة هو النيابة عن موجود أرضي بائد لم يكن وجه لذكر تعليم


[1] انظر علم أُصول الفقه، للأُستاذ عبد الوهاب خلاف.

[2] البقرة:30.

[3] البقرة:31.

اسم الکتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست