responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 204

وقال أيضاً: «البينة على من ادّعى، واليمين على من ادّعي عليه».[ 1 ]

إلى غير ذلك من الروايات الحاكية عن قضائه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضاء من نصبه لذلك المنصب.

3. انّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سائس وحاكم وإمام يدير دفة الحكم والسياسة ويقود الأُمّة بسياسته الحكيمة إلى ما هو الأصلح، فيؤمّن الطرق، ويجلب الأرزاق، ويحفظ النواميس، ويسدّ الثغور، إلى غير ذلك مما تقتضيه إدارة المجتمع ممّا لا محيص عنه، وقد أشار إلى شي ء من وظائف الحاكم بقوله: (الَّذِينَ إِنْ مَكّنّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمعْـرُوفِ وَنَهَوْ عَن المُنكَرِ وَ للّهِ عاقِبَةُ الأُمور).[ 2 ]

والنبي الخاتم قد قام بإنجاز كلّ ما تقتضه المناصب الثلاثة التي منحت له، فبما أنّه كان رسولاً، بيّن الشرائع الإلهية في العبادات والمعاملات والإيقاعات والسياسات .

كما أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم بالأيمان والبيّنات بما أنزل اللّه تبعاً لقوله سبحانه: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنزل اللّه وَلا تتَّبَِع أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بعْضِ ما أَنزل اللّه إِلَيْك).[ 3 ] كما أنّه أسّس حكومة إسلامية وأرسى قواعدها طيلة إقامته في المدينة، فجهّز الجيوش وبعث البعوث العسكرية إلى مختلف المواطن وراسل الملوك والأُمراء يدعوهم إلى الانضواء تحت راية الإسلام، إلى غير ذلك من مئات الأعمال التي قام بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي لا يسع المقام لذكر معشارها.

ثمّ إنّ المنصب الأوّل بمعنى كونه طرف الوحي، مختص به (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأمّا


[1] الوسائل:18، الباب3 من أبواب كيفية الحكم، الحديث1.

[2] الحج:41.

[3] المائدة:49.

اسم الکتاب : أُصول الفقه المقارن فيما لا نصّ فيه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست