الطعام ، ولا يسكت بمرة ، ولا يقرن[١] بين نوعين من الفواكه ، ولا يأكل الجنب ، ولا يشرب إلا بعد المضمضة والاستنشاق ، ولا يأكل اللحم إلا في كل ثلاثة أيام ، ولا يترك أكله مختارا ، ولا يأكل الحار حتى يبرد ، ولا يترك العشاء ولو بلقمة ، وكان عشاء الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ بعد العتمة ، ولا يبيت المسن إلا ممتلئ الجوف من الطعام.
وفي الضيافة فضل كثير وثواب جزيل ، ويكره أن يصوم المضيف تطوعا ، لئلا يحتشمه الضيف في الأكل ، وليقعد الضيف حيث ينزله المضيف ، وليستقبله المضيف إذا دخل هنيئة ، وليمش إلى باب الدار إذا خرج ، ولا يعاون الضيف على نقل الرحل من منزله إذا رحل ، ولا يستخدم الضيف ، وإذا وضع الطعام دعي إليه من حضر مسلم أو لا.
ومن خصال الكرام إكرام الضيف ، وإذا دعي إلى طعام فلا يستتبعن ولده وإلا أكل حراما ودخل غاصبا ، وإذا فرغ الضيف من الطعام دعا للمضيف بالخير والبركة ويحمد الله جاهرا إذا فرغ ، ليذكر الحمد من نسيه ، ثم يبدأ بغسل يد من على يمين [٢] الباب أو يمين المضيف إلى آخرهم ، ويكون هو آخرهم ، ويجمع الغسالة في إناء واحد ، ومن غسل يديه من الطعام مسح بهما رأسه ووجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل ، ثم يستعمل الخلال إن احتاج ، ويكسر من رأسه شيئا بأسنانه [٣] ويرمى بما يخرج بالخلال ، وأخرجه بلسانه ازدرده ، وروي أن من حق الضيف أن يعد له الخلال [٤] ، ولا يخلل بالطرفاء ولا بالريحان ولا بقضيب الرمان ولا بالقصب والخوص والآس [ ولا بأس بالكتان ]. [٥]
[١] في « س » : ولا يقرب. [٢] في « س » : على يمنى. [٣] في « س » : بأنيابه. [٤] لاحظ الوسائل : ١٦ ب ٤٠ من أبواب آداب المائدة ح ٣. [٥] ما بين المعقوفتين موجود في « س ».