اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «سنّوا إلى المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية».[ 1 ]
والسابر في أبواب الأحاديث يجد روايات غير ما ذكرنا، دالّة على أنّهم أهل الكتاب، أو يعاملون معاملة أهل الكتاب وتؤخذ منهم الجزية، نعم ورد في مناظرة الإمام الصادق (عليه السلام)مع عمرو بن عبيد عندما دعاه عمرو إلى بيعة محمّد بن عبد اللّه بن الحسن المعروف بالنفس الزكية، أنّ الإمام قال له: «أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ماتسيرون فيه بسيرة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)في المشركين في حروبه؟» قال: نعم، قال: «فتصنع ماذا؟» قال: ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية، قال: «إن كانوا مجوساً ليسوا بأهل الكتاب؟» قال: سواء.[ 2 ] ولكنّه محمول على أنّهم ليسوا مثل اليهود والنصارى المحافظين على كتابهم ولو بشكل محرّف، لما عرفت من حديث الافتقاد.
والآية وهذه الروايات كافية في إثبات الصغرى، إنّما الكلام في الكبرى الكلّية وأنّه يجوز تزويج الكتابية مطلقاً، من غير فرق بين اليهودية والنصرانية وغيرهما.