responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل فقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 5  صفحة : 468

الرجل بغير الله، وقال: «من حلف بغير الله، فليس من الله في شيء».[ 1 ]

ثم استشهد بكلام الشيخ الطوسي في«النهاية» حيث قال: اليمين المنعقدة عند آل محمد(عليهم السلام)هي: أن يحلف الإنسان بالله تعالى، أو بشيء من أسمائه أيّ اسم كان. وكل يمين بغير الله أو بغير اسم من أسمائه فلا حكم له.[ 2 ]

والجواب: إنّ القرآن الكريم مليء بالحلف بغير الله، والغاية من الحلف بغيره في الذكر الكريم أحد أمرين:

1. الإشادة بالمحلوف به وبيان فضله ومقامه كقوله سبحانه:(لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون).[ 3 ]

2. دعوة الإنسان إلى التدبّر في المحلوف به واستكشاف أسراره ورموزه وما له من العظمة. ولهذا جاء الحلف بغير الله سبحانه في سورة الشمس سبع مرات، أو أكثر، قال سبحانه: (وَالشَّمْسِ وَضُحاها*وَالْقَمَرِ إذا تَلاَها* وَالنَّهارِ إذا جَلاّها* وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا* وَالسَّماءِ وَمَا بَنَاها* وَالأرْضِ وَمَا طَحَاها*وَنَفْس وَمَا سَوّاها).[ 4 ]

وقد تكرر الحلف بغير الله في الذكر الحكيم قرابة 40 مرة، وقد عرفت ما هو الداعي من حلفه سبحانه بها.

فلو كان الحلف بغير الله شركاً منهياً عنه لما جاء في القرآن الكريم، فلو جاز لله سبحانه ولم يجز للآخرين لنبّه عليه في الذكر الحكيم، فالإنسان


[1] مكارم الأخلاق:415. 2 . النهاية:555.

[3] الحجر:72. 4 . الشمس:1ـ7.

اسم الکتاب : رسائل فقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 5  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست