والآية وإن وردت والنبي على قيد الحياة إلاّ أنّ المورد لايخصّص، لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حي يرزق; وكيف لا يكون حياً وهو يرد سلام مَن صلّى عليه؟! وكيف لا يكون حياً وهو نبي الشهداء، وهؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون؟! فمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وطلب منه الاستغفار سوف يكون قد عمل بالآية الشريفة.
وقد فهم ألباب الأُمّة وعقلاؤها أنّ الآية لا تشير إلى مدة حياته، بل تعم الدنيا إلى آخرها، لذلك كتبت هذه الآية فوق قبره الشريف لكي لا يغفل الزائرون عن هذه النعمة العظيمة.
ثم إنّ العلاّمة السبكي نقل في «شفاء السقام»[ 2 ] فتاوى فقهاء المذاهب، وإنّ الجميع متّفقون على استحباب زيارته(صلى الله عليه وآله وسلم).
ونقل أيضاً عن فقيه الحنابلة ابن قدامة المقدسي[ 3 ] أنّه قال به، وكذلك نصّ عليه المالكية أيضاً ; كما وذكر قول أبي الخطّاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذانيّ الحنبلي في كتاب «الهداية» في آخر باب صفة الحجّ: وإذا فرغ من الحجّ استحبّ له زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال أبوعبدالله محمّد بن عبدالله بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن