يجب على كلّ مؤمن بالله وكتابه العزيز ورسوله الكريم، أن يصون سنّة نبيه عمّا يشينها ويسيء إليها قطعاً، فإنّ السنّة هي مصدر التشريع الثاني بعد القرآن المجيد، فلو عزي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ما يضاد كتاب الله سبحانه، أو سنّته المتضافرة، أو ما يخالف حكم العقل الحصيف، أو ما لا ينسجم مع قضاء الفطرة السليمة، فردّه ورفضه ـ تنزيهاً لساحته (صلى الله عليه وآله وسلم)عن الأوهام ـ أولى وأفضل من قبوله وفرض صدقه ومحاولة تأويله وتصحيحه بأنواع الوجوه.
» ذكرنا فيه روايات أربعين صحابياً ربّما تخالف كتاب الله أو السنّة النبوية أو ما اتفق عليه المسلمون أو ما قضى به العقل الحصيف، وكان الغرض من تأليفه إراءة نموذج من تمحيص السنّة على ضوء الضوابط الّتي شرحناها في الكتاب.
إنّ المحدّثين قد كرّسوا أكثر جهودهم لتمييز أسانيد الأحاديث من حيث الصحة والضعف، وألّفوا في هذا المجال كتباً كثيرة، وخرجوا بنتائج باهرة، ولكنّهم لم يبذلوا في مجال دراسة المتون وعرضها على الضوابط القطعية ما يستحق من جهود ، ولو أنّهم قاموا بهذا العبء الثقيل لما أفتى الدكتور عزّت عطية ـ عميد كلية الحديث في الأزهر الشريف ـ بفتواه