responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 3  صفحة : 165

السيرة الحاكمة على جميع الشعوب والأُمم حيث إنّ الرجوع في التعرف على معاني الألفاظ أمر رائج بينهم بما أنّهم أهل الخبرة.

بقي هنا نكات نشير إليها:

الأُولى: أنّ الفقهاء من سلفهم إلى خلفهم يقتنون كتب اللغة ويتملّكونها لغاية رفع الحاجة إذا أُشكل عليهم معنى اللفظ، فتراهم يرجعون إلى كتب اللغة قديمها وحديثها، هذا من جانب ومن جانب آخر، يتظاهرون في المقام بعدم حجّية قول اللغوي في تفسير الألفاظ، وذلك لأنّ شأنهم تبيين موارد الاستعمال لا بيان الموضوع له، وهذا من العجب لمناقضة فعلهم مع قولهم.

الثانية: أنّ ما اشتهر بأنّ شأن اللغوي بيان موارد الاستعمال، لا الموضوع له لو صحّ فإنّما يصحّ في المعاجم المتأخّرة .

وأمّا المعاجم الأصلية فليس هي على هذا النمط خصوصاً كتاب المقاييس لابن فارس، لأنّه يحاول بيان الموضوع له، ولذلك ترى أنّه يقول: إنّ لهذه الكلمة أصلين، يريد بذلك أنّ سائر المعاني ترجع إليهما، وربّما يقول: إنّ له أصلاً واحداً. ويريد إرجاع سائر المعاني إليه .

الثالثة: إنّ الأُنس بمعاجم اللغة خصوصاً المؤلّفة بيد أساطين اللغة، كالخليل وابن دريد وغيرهما، يخلق في الإنسان ملكة راسخة ربّما يميّز بها المعنى الموضوع له عمّا استعمل فيه.

نعم تحصيل تلك الملكة رهن مراجعة كتب أهل اللغة عدة سنين،
اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 3  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست