اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 262
الجواب: انّ وجود المادة ومفهومها مندك في الهيئة ومفهومها، وهذا صار سبباً لتبادر المعنى الواحد من المشتق.
نظرية السيد الأُستاذ:
ذهب السيد الأُستاذ إلى أنّ المبدأ عبارة عن الحروف المترتّبة مجرّدة عن كلّ هيئة كحروف «ض» و «ب» و «ر»، فهي موضوعة لنفس المعنى مجردة عن كلّ خصوصية ونسبة فاعلية أو مفعولية.
فإن قلت: إنّ اللفظ الموضوع لابدّ وأن يكون قابلاً للتنطّق والتلفّظ، والمادة العارية عن كل صورة غير قابلة له.
قلت: إنّ وضع المادة لما كان وضعاً تهيُئيّاً لأن تلتبس بالهيئات الكثيرة من الماضي والمضارع، فلا يلزم أن تكون قابلة للتنطق .[1]
يلاحظ عليه: أنّ العرف العام لا يضع لفظاً لمعنى مالم يَنطُق به، فهو بالنطق به يضع اللفظ غالباً، وقد مرّ أنّ وضع غالب الألفاظ وضع تعيني لا تعييني، ووضع المادة بلا هيئة يحتاج إلى قدرة فكرية خارجة عن إطار قدرة الواضع الساذج، ولذلك استقر نظره أخيراً على أنّ المصدر مادة المشتقات، لكن الهيئة غير دخيلة في المبدئيّة بل دخيلة في إمكان النطق به، ولو أمكن النطق به بلا هيئة لوضعها بلا هيئة، وعلى ذلك يصبح النزاع أشبه باللفظي.