responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71

وأما الجواب الحلّي فهو

[أ] إنّه لا مانع من إدراك العقل لاستحقاق العقوبة الأخرويّة تأديباً للعبد في عالم الدنيا، لوضوح تأثير الترهيب في تلك الدار على سلوك العبد في دار الدنيا، بل حتّى نفس ثبوت العقوبة الأخرويّة له دور في تأديب العبد وإعادته إلى جادّة الصواب أو عدم إنزلاقه في المعصية.

[ب] إنّ التشفّي الذي تنكر له المحقّق الإصفهاني ليس مرفوضاً بالنسبة للعقلاء بل وحتّى الشارع إذا كان عقلياً بمعنى أن منشأه عقلي بحت لا غير، كما ألفتنا إلى ذلك في مناقشتنا السابقة.

ولتعميق الفكرة نقول: إنّ العرفاء أشاروا إلى أنّ من لوازم الأسماء الجلاليّة- كالكبرياء والعظمة- القهر، ومن لوازم الأسماء الجماليّة- كالرؤوف- الرحمة الخاصّة. وقد سبق أنّ الحقائق المدركة بالعقل تكون سبباً في التأثير في القوى الدانية ولو لاحظنا هذه المدركات من زاوية فاعلها لوجدنا أنها مفاضة من موجودات مجرّدة عقليّة، وتنتهي هذه العلوم في تصاعدها حتى تصل إلى مرتبة تكون بها من لوازم الصفات ومظاهرها ممّا يعني أن الحقائق العقليّة للمعصوم إنّما هي تنزّلات من حقائق فوقانيّة والبطش والغضب المتولد من الحقائق العقليّة يكون تنزّلًا للغضب الإلهي وبهذا يفهم ما ورد عنهم عليهم السلام: «إن رضا اللَّه رضانا أهل البيت، وأن رضاه رضا أوليائه» وأنه عبارة عن أن نفوسهم مَجلى التنزّل السليم من الحضرة الإلهيّة.

[ج] إنّه يمكن تصوير منشأ آخر لإعتبار العقلاء العقوبة واستحقاقها غير ما ذكره الإصفهاني وهو: ما ألفتنا إليه من أن المدح والذمّ تكوينيّان يحكيان الكمال والنقص. والعقل له القدرة على اكتشاف الكمال والنقص في الأفعال

اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست