responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اسس النظام السياسي عند الإمامية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 205

و كذلك كان دور الحسنين عليهما السلام و عبر هذا المنظار يمكن قراءة صلح الإمام الحسن عليه السلام من قراءة أخرى بأنّ صلحه عليه السلام لم يكن تنازلًا عن القدرة بتمام مراتبها و إنّما الحفاظ على القدرة بالنمط الثاني بعد امتناع تحقّقه بالنمط الأول. من ثمّ كان عامل الضغط بيده عليه السلام على حكومة معاوية كان ذلك العامل باقياً لديه عليه السلام، يقف به أمام جموح معاوية، فكانت لديه عليه السلام تمام الفرصة في محاسبة معاوية و التشديد عليه بنحو أقوى مما كان عليه أمير المؤمنين عليه السلام مع حكومة السقيفة.

و كذلك الحال في سيرة السجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام و بلغ ذلك في عهد الكاظم عليهم السلام حتى أنّه جاء في تقرير أحد عيون هارون الرشيد بأنّه لا يمكن وجود خليفتين في أرض واحدة.

و هذا التقرير يوقف الباحث على حقيقة الحكومة و القدرة من النمط الثاني و أنّه يحصل التوازن و التدافع بين القدرة الاجتماعية في النمط الثاني و الحكومة الرسمية في النمط الأول و لعلّ إلى ذلك يشير ما ورد من أنّ الحسين عليه السلام بدا للَّه أن يكون مهدي آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم و كذلك بدا للَّه في موسى بن جعفر عليه السلام أن يكون مهدي آل محمّد صلى الله عليه و آله و سلم و تلك تشير إلى مدى تنامي الحكومة الاجتماعية للأئمّة عليهم السلام في عهد الحسين و الكاظم عليهما السلام و كذلك يشير إلى ذلك اضطرار المأمون إلى تولية الرضا عليه السلام ولاية العهد بعده، مناورة منه أمام عامل الضغط من القاعدة الاجتماعية و هذا الذي يفسّر إقدام السلطة العباسية في جعل العسكريين عليهما السلام تحت الإقامة الجبرية في سامرّاء.

النمط الثالث: و هي حكومة القِيَم الاجتماعية

و ليس المقصود من تلك القيم، الآراء النظرية، بل تلك التي تحتلّ مكاناً في قناعة أفراد المجتمع و تمادت التربية الاجتماعية عليها بحيث يُرى مسير الشارع الاجتماعي على وفقها و تكون تلك القناعات محرّكات و بواعث تلقائية للمجتمع نحو الأفعال المناسبة لها.

و هاهنا تكمن خطورة أهميّة التواصي بالحقّ و التواصي بالصبر و التعاون على

اسم الکتاب : اسس النظام السياسي عند الإمامية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست