اسم الکتاب : التوسل عبادة توحيدية المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 56
و قد يشكل على هذا: ان الشفاعة المذكورة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خاصة بيوم القيامة أو حال كونه حيا في الحياة الدنيا، و ان متعلق الشفاعة غفران الذنوب لا غيره من حاجات معاشية كطلب الرزق و الشفاء و ما شابه ذلك، و غير هذه الامور يعد شركا.
و نجيب على هذا بما يلي:
أما الدعوى الاولى: فان التوسل و التوسط اذا كان شركا فلا فرق في الحياة و الممات، و على القول بأن الادلة نقليه فهي مطلقة غير مخصصة بالدار الدنيا.
و أما الدعوى الثانية: فلا وجه لها حيث افترض ان متعلق الشفاعة في الامور الخطيرة الاخروية، و هي غفران الذنوب و النجاة من النار و الدخول للجنة، و هي حاصلة فيها، أما في الامور الدنيوية البسيطة غير حاصلة، مع ان متاع الحياة الدنيا بجنب الآخرة قليل، و لعمرك ان اصحاب الاثارة غلب عليهم المذهب الحسي المادي، و عظمت المادة في اعينهم على الآخرة و الامور الاخروية، و هو تفريق بلا فارق، مع ان الشفاعة ليست مختصة بغفران الذنوب بل هي واسعة، تشمل ترفيع الدرجات و المقامات.
الرد على الدليل الرابع: و هو ما يتعلق بقضية ابراهيم عليه السّلام حينما اريد ان يلقى في النار، و عرض جبرئيل عليه السّلام المساعدة، فنقول:
اسم الکتاب : التوسل عبادة توحيدية المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 56