responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 57

فقط للزم أن يحصل التبعيض في ذات الله عز وجل، فلا يصح أن نقول أن الله تعالى قد تصرم منه شيء أو أنه سيتحقق منه شيء في المستقبل تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً؛ لأن الله تعالى كلُّه تحَققْ، وما كان منه تعالى وما سيأتي هو على نحو الكينونة المنجزة، وهذا في صفات الله ونحن لا نريد أن نقيس المخلوق بالله تعالى.

التاريخ بالنسبة للروح شيء حاضر

الروح شرفها الله تعالى بشرف خاص وأضافها إلى ذاته، وقد أطلق لفظ الروح على الذات الإلهية المقدسة فقال تعالى: (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) الحجر: 29، إنَّ التاريخ بالنسبة للروح ليس تاريخاً بل شيء حاضر، والمستقبل بالنسبة للروح ليس مستقبلًا بل شيء حاضر، والإنسان يتفاعل مع الشيء الحاضر بصورة مرنة، والروح بالنسبة إليها ما مضى وما سيأتي من خلال إدراكاتها ومواقفها شيء حاضر لديها وليس شيئا ماضياً.

تكاليف الروح تختلف عن تكاليف البدن

تكاليف الروح تختلف عن تكاليف البدن لذلك أهلت الروح لمسئوليات تختلف عن البدن، فالبدن لا يكلف بنشأة البرزخ أو النشأة الآخرة، وإنما يكلف بمسئوليات بقدر طاقته وقدرته ولا يستطيع البدن التعامل مع ما مضى فليس بمقدوره اختراق أعماق التاريخ والتعامل مع الماضي، إذن البدن لا يستطيع أن يفعل فيما مضى شيئاً ولا يستطيع أن يفعل في ما سيأتي شيئاً وإنما يستطيع أن يفعل في ما هو كائن بينهما وهو الحاضر، ومن خلال هذه المقدمة يتضح أن التكاليف منها ما يتعلق بالروح ومنها ما يتعلق بالبدن، وأن البدن لضيق أفقه لا يستطيع أن يؤدي التكاليف التي تختص بالروح، فمن تكاليف الروح العظيمة والشريفة التي كلفها بها الله عز و جل أن تحدد هذه الروح بما أوتيت من درجات وقوى حقيقة الحقائق وهي الله عز وجل، والروح هي المسؤولة عن تحديد الموقف من وجود الله عز وجل، ووجود الجنة والنار، وكيفية بدء خلق الكون وقبل خلقه، فالروح مؤهلة لأن تكتشف وجود الخالق، بل إن الله يخاطب الروح بمفاهيم مثل الكرسي والعرش وغيرهما وهذا دليل على أن الروح لها سعة كبيرة وقابلية عظيمة، وليس من الإنصاف مساواة الروح بالبدن.

ما يميز الروح عن باقي المخلوقات

هوية الإنسان ليس ببدنه وإنما بروحه، وقد ثبت أنَّ للروح مثل هذا الشرف العظيم، والقرآن الكريم قد أشار إلى أن عوالم الخلقة مختلفة، فقد أشار إلى خلق السماوات والأرض وخلق الملائكة وخلق الجن وخلق الروح، ولكنه يجعل للروح شرفا خاصا؛

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست