تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وبعد:

فهذه البحوث المكتوبة عبارة عن محاضرات ألقاها سماحة آية الله الشيخ محمد سند في موسم عاشوراء في مأتم السماكين في المنامة في موسم عاشوراء، وقد اعتاد سماحته على تخصيص الليلة الأولى والثانية والعاشرة لتناول قضايا عاشوراء والإشكالات المثارة حولها ودراستها، وربط تلك الدراسة ببعض القضايا المعاصرة، وقد اقترح عليَّ جمعها في كتاب يحتوي على فصلين الفصل الأول يختص بالليلة الأولى والليلة الثانية وهي المحاضرات التي تعنى بفقه الشعائر الحسينية، وليلة عاشوراء من كل سنة وهي تعنى بغايات الشعائر الحسينية، علماً أن المحاضرات الواردة في هذا الكتاب ألقيت في خمس سنوات ابتداء من محرم 1424 إلى محرم 1428 ه.

تطرق سماحته في هذه المحاضرات إلى مسائل ثقافية متنوعة منها قضية البكاء على الحسين و أثبت أنها سنة تكوينية وتشريعية وقرآنية، واستدل على إقامة النبي (ص) مآتم العزاء على الحسين (ع)، كما تطرق إلى أدب الرثاء في القرآن الكريم حيث لم يتناول الدارسون والمفسرون هذا الأدب بالبحث والدراسة، ثم تناول قضايا مفهوم الشعيرة وتطبيقها، والفرح لفرح الرسول والحزن لحزنه، ودرس ظاهرة البكاء من الناحية القرآنية ومن الناحية النفسية وأثر البكاء في علاج ظاهرة القسوة والإرهاب، وتطرق إلى أهمية تحديد الموقف من الشخصيات التاريخية وأن من أقسام إنكار المنكر هو إنكار المنكرالتاريخي، وردَّ على بعض الإشكالات المثارة حول الشعائر الحسينية، كما تطرق إلى بعض قضايا العولمة رابطاً ذلك بالشعائر الحسينية، ومتطرقاً إلى نزوع البشرية إلى الوحدة، كما عرض إلى نموذج الأمم المتحدة باعتبارها مظهر من مظاهر الوحدة، وفي بعض محاضراته بيَّن علاقة التاريخ بالروح والبدن، كما بيَّن أن ثورة الإمام الحسين ثورة معيارية يصح أن تقاس بها الثورات وأنها نموذج يستحيل أن يتكرر بنفس المستوى، وأن ثورة الحسين (ع) والمرجعية الدينية الشيعية يعتبران من أهم عناصر قوة المذهب الشيعي الأثني عشري، كما تناول بالبحث والتحليل محورية خليفة الله في الأرض وما يعنيه هذا المصطلح القرآني، وكذلك أهمية مودة ذوي قربى النبي (ص)، وما يترتب على هذه المودة من آثار، كما تناول أهمية زيارة الحسين (ع)، وبيَّن معنى المفاضلة بين أمرين في الشريعة الإسلامية مطبقاً ذلك على روايات الحج وزيارة الحسين (ع)، واستعرض النظريات في دراسة واقعة عاشوراء من خلال المنهج الفقهي والمنهج العقائدي و المنهج التاريخي، موضحاً أنّ هناك بعض الدارسين الذين تشددوا في تطبيق منهج من هذه المناهج مغ إغفال أهمية المناهج الأخرى، ووضح أن العقيدة الصحيحة ترفض الغلو في المعصوم وفي المقابل ترفض أيضاً التقصير في معرفة مقامه ورتبتبه التي رتبه الله فيها، وأشار إلى أهمية دور الكتاب والسنة في معرفة حقائق التاريخ، وبيان ما أخفاه منه أصحاب المصالح، وكذلك نوَّه إلى أهمية دور الشعراء في نشر القضية الحسينية، وأن العدالة لا يمكن أن تتحقق بصورتها الكاملة والشاملة إلا في ظل حكومة