responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 24

أنه لم يرد على إحيائه بصورة خاصة دليل من الشرع، إلا أن المذاهب الأربعة فضلًا عن مذهب الإمامية لم تتحرج من الإحتفال بهذه المناسبة الكريمة؛ لأن الإحتفال بمولد النبي (ص) يحمل في طياته التكريم والتبجيل والتعظيم للنبي محمد (ص)، وهذا الاحتفال يعتبر تعظيماً للدين ويكون مولده شعيرة من الشعائر الدينية.

تجديد الأساليب في إحياء الشعائر

إذن في الشعائر الدينية لا يرد الإعتراض على استحداث أساليب جديدة لإحياء الدين باعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة، البدعة إنما تكون في ما لم يرخص به الشارع المقدس، وذلك لأن الشعائر الدينية لم تكن محددة بمصداق معين بحيث لا تنطبق على غيره، نعم هناك بعض العبادات محددة كالصلاة حيث حدد الشارع بدايتها بالتكبير، ونهايتها بالتسليم، وثلثها الركوع، وثلثها السجود، ولها كيفية معينة، أما إذا لم يحدد الشارع كيفية معينة فيستساغ إحياء الشعيرة بشرط كونها مباحة أو راجحة.

للمعنى اللغوي دور مهم في فهم النص الشرعي

في قوله تعالى: (أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ) البقرة: 275، هذا نص شرعي، ولا يعني هذا النص أن البيع قد استجد معناه وحمل معنى معيناً بل معناه هو المعنى اللغوي، أي نحمله على ما يفهمه عرف العقلاء، وأن الشارع لم يردع عن هذا المعنى اللغوي، وهذا دأب حتى أولئك الذين يحكمون بالبدعة على كل ما استجد من الشعائر الدينية والطقوس والمراسم الدينية في إحياء وتشييد معانٍ دينية سامية، حتى أولئك يعتمدون في فهم النص في أبواب الفقه على المعنى اللغوي الوارد فيه إلا إذا تناقض هذا الفهم اللغوي للنص مع معنى من المعاني التعبدية الشرعية.

الشعيرة علامة

اليافطات والإعلانات تدل على أمورٍ معينة، كما لو رأينا إعلانا مكتبوباً عليه (عياده) فإن هذا الإعلان دليل على وجود طبيب وأجهزة طبية تمثل العيادة، كذلك الدين له علامات وشعائر فقد تكون هذه الشعائر محددة من قبل الله تعالى كما قال سبحانه وتعالي (إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) البقرة: 158، وتحديد الشارع لبعض مصاديق الشعائر لا يعني رفضه للمصاديق الأخرى التي لم يحددها.

الفرح لفرح أهل البيت والحزن لحزنهم من مصاديق مودتهم.

كلامنا هذا لا يعني أنه لم يرد من الشرع شىءٌ في الحث على إحياء الشعائر الحسينية، فالآية الكريمة التي تقول: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورى

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست