responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 18

ويشير القرآن الكريم إلى نقطة هامة وهي: إذا سمعتم قصة يعقوب ويوسف لا تقولوا هذا تاريخ مضى مع الأجيال السابقة ولا شأن لنا به، بل هي عبرة لكم أيها المسلمون، وكذلك في قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) يوسف: (7) ومن ضمن تلك الآيات ما كان من ندبة يعقوب ليوسف الذي لم يبلغ الحلم من حيث العمر.

تصوير مسرح الحدث في سورة يوسف

أما تصوير مسرح الحدث فنراه في قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ) يوسف: (15) فقوله (أجمعوا) يصور قساوة الحدث حيث تجمع الكل على ذلك الصبي الصغير وهو يشبه ما يقوله الخطباء من تجمع سبعين ألفاً على الحسين عليه السلام حيث تتضح قساوة المعسكر المعادي، وكذلك قوله: (غيابة الجب) حيث لم يقل: أن يجعلوه في الجب بل قال: (في غيابة الجب) حيث ستكون هذه العبارة أوقع في النفس وأشد تأثيرا، (وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ) يوسف: (15)، (وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) يوسف: (84)، انظروا إلى شدة الحزن التي أصابت يعقوب (ع) وهو من الأنبياء، والله تعالى يقول: (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) فهذا الحدث ليس لشرائع الأنبياء السابقين بل هو لشريعتنا نحن أيضا ومن هنا استفاد عدة من الفقهاء من هذا المضمون أن الانشداد في الحزن لنصرة المظلوم إلى حد قد يوجب تلف الأعضاء لا يكون عملًا محرما.

يا أسفى على يوسف

انظروا للتعبير القرآني: (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) والإمام علي (ع) يقول عندما هجم على الأنبار وانتهبت النساء في خدورهن:

(ولقد بلغني أنَّ الرجل منهم كان يدخلُ على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها وقلبها، وقلائدها ورعثها، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلًا منهم كلْمٌ، ولا أريق لهم دمٌ، فلو أن امرأً مسلماً مات بعد هذا أسفا ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديرا)

نهج البلاغة، الخطبة 27. وهذه ليست مبالغة وإنما حقيقة نطق بها المعصوم (ع)، ولذلك جمهرة كبيرة من فقهاء أهل البيت (ع) يقولون إن إحياء شعائر الحسين ينبغي أن يستمر ولو استوجب ذلك المخاطرة، وليست هذه عواطف غيرعقلانية، وإنما المقصود أن هذا الهياج المتفاعل الصادق يجب أن يبقى.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست