responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 145

، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلبا لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم فهلا لكم الويلات، إن تركتمونا والسيف مشيم والجأش طام والرأي لما يستصحى)

الاحتجاج للطبرسي 2/ 24، ورواه السيد في الملهوف ص 155- 158

وهنا تبرز المشكلة عندما يستغفل المجتمع عن رواد إصلاحه، وهذا المحور هو الذي قلت أنني لم أجده في الأدبيات الحقوقية، رغم ما يرفعون من شعارات، وهذه القضية تمثل ابتلاء في المدارس الحقوقية والقانونية والاجتماعية والإنسانية، وأمير المؤمنين (ع) يقول أن هناك معادلة دائماً في حالة تجاذب واصطدام، وهي مصلحة العامة المحرومة من جهة، ومصلحة الخاصة لاسيما الإقطاع من جهةٍ أخرى، يقول الإمام علي (ع):

(وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونةً في الرخاء، وأقل معونةً له في البلاء، وأكره للإنصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقل شكراً عند الإعطاء، وأبطأ عذراً عند المنع، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصة، وإنما عماد الدين، وجماع المسلمين، والعدة للأعداء، العامة من الأمة، فليكن صغوك لهم، وميلك معهم)

نهج البلاغة، الرسالة 53، من عهد الإمام علي لمالك الأشتر ص 564، الطبقة المحرومة هي أكثر ولاءاً لوطنها، وهي التي تثبت في الشدات معه، وهي الطبقة التي يركز عليها أمير المؤمنين (ع)، ويأمر حاكم المسلمين أن يصغي إليها، بدلًا من الإصغاء إلى أصحاب المصالح والإقطاعيين، وكل قانون مهما كان نوعه سواءً كان قانوناً تجارياً أو جمركياً أو زراعياً أو صناعياً أو إدارياً يراعى فيه مصلحة الخاصة ولا يراعى فيه مصلحة العامة، فهو قانون جائر ظالم غاشم لا يراعي العدل الاجتماعي، وتكون نتيجته امتلاء جيوب الإقطاعيين، وحرمان الطبقات الفقيرة والمستضعفة وعامة الناس، إذن محور الاهتمام بعامة الرعية هذا محور مهم من المحاور التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام.

المحور الثاني: ظهور مودة الرعية

يقول أمير المؤمنين (ع):

(وإن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودة الرعية)

المصدر السابق، ظهور مودة الرعية وارتياح عامة الناس دليل على نجاح الحاكم، ومودة الرعية لا تتمثل في كلام الصحف والأقلام المأجورة والصور المعلقة هنا وهناك، يقول أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر:

(وإنما يستدل على الصالحين أي الحكام الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده)

المصدر السابق، ص 561، أي ألسنة الرعية لا الصحف ولا القنوات ولا النخبة المنافقة التي تريد التقرب من السلطان بأي وسيلة، وأن ألسنة الرعية هي الصحف الحقيقية والقنوات الحقيقية، أمريكا دولة ديمقراطية عادلة في منطق الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام، ولكن لو أتيت لألسنة الشعوب لرأيت أن أمريكا دولة ظالمة مستبدة، وهذه هي الصحافة الحقيقية، في أمريكا وألمانيا 4% يسيطرون على الثروات في هاتين الدولتين.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست