responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 140

هل القرآن الكريم تبيان لكل شيء؟

قال الله تعالى: (وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) النحل: 89، 90، وقال سيد الشهداء عليه السلام في آخر خطاب:

(تباً لكم أيتها الجماعة وترحا أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم، بغيرعدل أفشوه فيكم، ولا أملٍ أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات إن تركتمونا والسيف مشيم، والجأش طامٍ، والرأي لما يستصحى)

الاحتجاج للطبرسي 2/ 24 ورواه السيد في الملهوف ص 155- 158

معنى الكتاب المبين

قوله تعالى: (وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) النحل: 89، من الملاحم القرآنية العظيمة التي حار فيها المفسرون والمحدثون والمتكلمون، والإشكال المطروح هو: كيف يزعم القرآن الكريم أنه تبيانٌ لكل شيء؟، وهل في القرآن الكريم علوم الفيزياء والكيمياء؟ القرآن الكريم ليس فيه تفصيلات الأمور الدينية فضلا عن الدنيوية مثل تفاصيل الأمور الحقوقية والقانونية والقضائية والاجتماعية، (وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) الكتاب ليس وصفا للقرآن الكريم، وإنما هو وصف لدرجة غيبية من درجات القرآن الكريم، وهي درجة الكتاب المبين، والكتاب المبين هو الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، ولا رطب ولا يابس، ذلك الكتاب الملكوتي العلمي الذي لا يصل إليه إلا المطهرون كما في سورة الواقعة، قال تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) الواقعة: 79، جُعل ذلك الكتاب تبياناً لكلِّ شيء، ويتنزل في كل ليلة قدر، لا يصل إليه لا فقيه ولا مجتهد ولا صحابي ولا راوٍ ولا مفسر ولا محدث ولا مرتاض ولا عارف ولا صوفي ولا سياسي ولا داهية ولا اقتصادي، فالآية حصرت من ينزل إليه هذا الكتاب فقالت: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) أي لا يمسه إلا أهل آية التطهير، ذلك الكتاب تبيان لكل شيء، أما المصحف الذي بين أيدينا فهو وجود من وجودات القرآن، ويسمى تنزيل القرآن، فهناك القرآن الحقيقة وهذا القرآن- أي المصحف- تنزيل.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست