responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 122

مقام أهل البيت في سورة الحشر

الزيارة العاشورائية تشير إلى أن هناك مقامات ورتب من الله قد جعلها الله تعالى لأهل بيته فقد ورد فيها

(ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها)

كامل الزيارات: 92: الباب 71. وقد نص القرآن الكريم على تلك المراتب ومن هذه المراتب ما ورد في سورة الحشر إذ يقول الله تعالى: (ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) الحشر: (7) تعلل هذه الآية الكريمة إسناد الفيء لله والرسول ولذي القربى- والفيء في الاصطلاح الفقهي يعني الثروات العامة والموارد الطبيعية في البلاد الإسلامية بل في الأرض بأجمعها- وسمي الفيء بهذا الإسم؛ لأن الباري قد أوكل تدبير أموال وثروات الأرض كلها له تعالى شأنه ولرسوله (ص) ولذي القربى، وما كان تحت أيدي الكفار إذا استولى عليه المسلمون من خلال فتح البلدان يسمى فيء، وفاء يفييء فيئاً، فاء بمعنى رجع، والآية دالة على أن تدبير الفيء موكول للباري سبحانه وتعالى وللرسول ولذي القربى، ولذا سمت الآية الموارد الطبيعية من الأراضي والمفاوز والمعادن وكل الثروات الطبيعية التي تكون تحت يد المسلمين وتحت قيادة الرسول (ص) سمته فيئا، ولمْ تسمِهِ غنيمة، إذن هناك نكتة في التعبير القرآني تدلل على أن الفيء المذكور في الآية يشمل تدبير الأرض بأكملها للإمام، وأن الأرض تكون ملكاً للإمام على مستوى التدبير الذي أوكله الله للإمام، والملكية التي نقصدها ليست الملكية الشخصية الضعيفة؛ لأن الملكية الشخصية تنتفي إذا تعارضت مع المصلحة العامة للمجتمع، وهذا ما نستند عليه من سورة الحشر، فالفيء إذن دال على أن ما يأخذه المسلمون عندما ينتصرون على المشركين في الحروب ليس غنيمة؛ لأن التشريع الإلهي في الأصل أن الأرض

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست