responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 115

لماذا وصف الكفار القرآن بأنه شعر؟

الكفار أطلقوا على القرآن بأنه شعر، فكيف وصفوه بهذا الوصف؟ مع أنه ليس بمقفى أو موزون بأوزان عروض الشعر، أوليس العرب يفقهون أن القرآن غير موزون بأوزان الشعر؟ مع أن هناك بعض الآيات فيها ما يشبه القوافي كسورة القمر، والباحثون في علوم الأدب لم يستطيعوا إلى الآن تحديد أوزان القرآن الكريم، وهذا إعجاز قرآني في علم الأدب، فالقرآن ليس بشعر، وليس بنثر، ولا يعتمد على القوافي ولا على السجع، ولا على البرهان الجاف، ولا على الخطاب الحماسي، فلم يستطع الباحثون أن يضعوا للقرآن قواعد تكتشفه وتحيط به كله، وهذا من إعجاز القرآن الكريم، فالقرآن الكريم له تركيبة خاصة، ولذلك لم يستطع أي مخلوق أو بشر أن يأتي بتراكيب القرآن الكريم، لا من حيث المواد، ولا من حيث الوزن، أي لا يستطيعون أن يضبطون القرآن في معادلة، وهذا من إعجاز كلام رب العالمين، قريش كانت تطلق على القرآن بأنه شعر، هنا تريد قريش أو القبائل الوثنية أو ما شابه ذلك أو العرب أن القرآن صحيح أنه ليس فيه وزن ثابت مفقىً، ولكن مواده تخيلية، ويرد عليهم القرآن الكريم أنه أبدا ليس فيه خيال، اي خيال مكذوب، القرآن فيه تخييل.

الأسلوب القصصي في القرآن الكريم

وهناك الكثير من الباحثين أمثال سيد قطب وغيره درسوا الأسلوب القصصي في القرآن الكريم، الأسلوب القصصي أداة رسم قرآنية ترسم لك المشاهد بشكل ماثل حي تشاهده، وهناك قبل سيد قطب ممن أثار هذا الحقل ولكن سيد قطب كانت له بصمات واضحة في هذا المجال، إذن هناك الجانب القصصي في القرآن الكريم، والقصص أداة راسمة ترسم الحدث بشكل ماثل للعيان كأنك تشاهده، ويسبرأعماق النفس ويطبع المعاني في ذهنك بشكل يجعلك لا تنساها، ولو أتاك بالفكرة مجردة جافة لنسيتها بسرعة، ولكن عندما يرسمها بأداة الرسم القصصي المسرحي الروائي ترى أن المعاني التربوية تنطبع عندك بشكل عميق ومتجدد، انظر في سورة يوسف كيف يرسم لك الحدث.

هل الشعر آلة غير علمية؟

إذن الشعر قد يطلق على التخييل، وهل التخييل من حيث الجمل والمواد والقضايا مذموم بشكل مطلق؟ الشعر تارة يكون تخييلا وتارة يكون وزناً، وتارة يجتمعان معا وهناك العديد من العلوم البرهانية، ولكن تسرد بشكل شعر موزون، وهذا الشعر الحديث الحرالذي ليس له وزن يحتوي على بعض التراكيب التخيلية، السؤال هو هل أن الشعر بمعنى التخييل أو الشعر بمعنى القول الموزون هو آلة غير علمية؟.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست