responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 111

وعمدتها الكتاب والسنة المطهرة للنبي وأهل بيته عليهم السلام، ولعل هذا الطرح يكون غريباً، يعني أن الكتاب والسنة لهما دور تبصيري وتنويري في مباحث وتحليلات التاريخ، وهذا ما لم يطرح من قبل في حدود ما وقفت عليه وتتبعته، بعبارة أخرى لا يمكن أن نفسر كل غوامض التاريخ ومفاصل التاريخ البشري حسب اعتقادي؛ لأن ملفاته هائلة جدا، ولا يمكن أن يفسر إلا ببصيرة من القرآن والسنة؛ لأن القرآن والسنة مصدران محوريان للبحث المعرفي الديني الوحياني، ولكن هناك كثيراً من الأسئلة يحار فيها الباحث والمحقق التاريخي، ولا يستطيع أن يجد لها أجوبة إلا إذا قرأ تنوير القرآن التاريخي، القرآن يستعرض سلسلة تاريخ الخلقة و تاريخ الأرض وتاريخ الأمم وتاريخ الحضارات من بعده الذي يصب في الجانب اللاهوتي والجانب الغيبي والجانب الأخلاقي.

الذين في قلوبهم مرض

أحد الباحثين من تلاميذ العلامة الطباطبائي رحمه الله حاول أن يقرأ ما وراء السطور من تاريخ البعثة النبوية إلى وفاة النبي وما بعد وفاة النبي (ص)، فقط وفقط من القرآن الكريم وبإرشاد وتنبيه من روايات أهل البيت (ع)، وتوصل إلى حقائق تاريخية خطرة قد عتم عليها، وذلك بفضل وواسطة القرآن الكريم، فمثلا القرآن الكريم يتكلم عن فئة تسمى (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وهو قد كتب في هذا موسوعة ضخمة وإن لم ينشرها، إلا أنه تم تداول بحثه بين الباحثين والعلماء، وهذا ما يؤكد أن القرآن الكريم يساهم في رسم البصيرة النافذة للتاريخ، لا سيما التاريخ الذي له بعد معرفي وديني، كما مر بنا أن هناك نوع من تبادل الخدمة بين العلم المعرفي الديني والعلم البشري، وقد استطاع ببركات روايات أهل البيت (ع) لأن أهل البيت (ع) رموز ومفاتيح أسرار القرآن، من خلال نفس استنطاق الظهور، استطاع أن يسجل من القرآن الكريم نصاً هاماً وخطيراً وهو أن هذه الفئة (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) اندست في أوائل البعثة الإسلامية، وقد ذكرت في سورة المدثر وسورة المدثر رابع سورة نزلت على الرسول (ص)، وفيها إشارة إلى تقسيم الناس إلى الذين آمنوا والذين كفروا وأهل الكتاب والذين في قلوبهم مرض، أي أن الذين في قلوبهم مرض ليسوا من الكفار في العلن، وليسوا من الذين آمنوا، ولم يعبر الله عنهم بالذين أسلموا، ولم يُدرجوا تحت عنوان أهل الكتاب، وسورة المدثر تبين أن الذين كفروا وأهل الكتاب في خندق في والذين آمنوا في خندق، وفي سور عديدة نرى أنَّ عدسة القرآن تلاحق هذه فئة (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) وتصرفاتها، إلى أن يفصح القرآن الكريم عن أدوار خطيرة لهذه الفئة حتى بعد وفاة رسول الله (ص)، ولست أريد أن أخوض في هذا البحث كثيراً، وإنما أريد أن أضرب هذا المثال وهو أن القرآن الكريم يساهم في أن يكون محكمة للتاريخ وميزان للتاريخ وكذلك السنة.

الحلقة المفقودة في تاريخ غزوة أحد

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست