responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 104

وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) الرعد: (39)، أم الكتاب بمعنى أصل الكتاب، فأصل الكتاب وجوده علويٌّ غيبيٌّ يشمل كل معلومات القضاء والقدر، وما كان وما يكون.

الروح من بعض منازل القرآن الكريم

بعض منازل القرآن الكريم توصف بالروح (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الرعد: (52) فما هي الصلة بين الروح وبين ما كنت تدري ما الكتاب؟، الآية تعبر عن الموحى به للنبي (ص) بأنه روح، ولم تعبر عنه أنه كتاب أو كلام أو قول، وإنما عبَّرت عنه أنه روح، الموحي هو الله تعالى، وقناة الوحي وأداة الوحي أشياء عديدة أخرى، وهذا الطرد البريدي في الوحي هو روح، ولو دققنا في الآية: (وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) ولم يقل أوحينا إليك بالروح، فنفس الموحى الذي يريد أن يوحيه الله لنبيه هو الروح، وأن هذا الروح روح أمريٌّ، فما علاقة (ما كنت تدري ما الكتاب) بوصول ذلك الروح في أعماق النبي (ص)؟ الوحي يستقر في أعماق النبي (ص) والحديث طويل ولا أريد أن أستغرق فيه.

لا يمكن للبشر أن يحيطوا بكل أبعاد الفهم القرآني

توجد في الساحة الفكرية نزعة حداثوية تتشدق باسم الحداثة، تقرأ القرآن بأداة تاريخية فقط وطابع تاريخي فقط، وأهل البيت (ع) يؤكدون أن الكثير ممن يخطأ في تفسير القرآن الكريم سببه أنه ينظر إلى القرآن الكريم وكأنه ذو منزلة واحدة وموطن واحد، وأن المنزلة الوحيدة للقرآن الكريم هو ألفاظه المكتوبة بين الدفتين، وحتى هذه الألفاظ المكتوبة بين الدفتين وهي تقل عن سبعة آلاف آية، لو ضربنا كل آية في سبعة احتمالات وهذا لا يحيط به إلا من أوتي علماً لدنياً، من يعتقد أن القرآن الكريم يتقوقع في الألفاظ سوف يخطأ في فهم القرآن الكريم، فالقرآن يحتوي ما يقارب من خمس وثمانين ألف كلمة، ولو ضممنا إليها اختلاف القرآءات ستكون لدينا الآلاف المؤلفة من الاحتمالات، حتى هذا الذي بين الدفتين لا يستطيع البشر أن يحيط به، وهذه النظريات التي تنظر إلى جانب وتهمل جانباً آخر يكون فيها نوع من التعسف والإغراق والتقصير في المعرفة والغلو وتفتقر إلى النظرة الجامعة.

طالوت من أصفياء الله

القرآن الكريم يصف لنا طالوت، ولم يذكر القرآن الكريم أن طالوت كان نبياً أو رسولا، وإنما وصفه بأنه إمام من الأئمة، وهوية الإمامة وقالبها موجود في القرآن الكريم: (وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست