responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 101

الجنبة الثانية ذات طابع سماوي ملكوتي

ولكن القرآن الكريم أيضا يصف مريم بالمصطفاة، قال تعالى: (وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) آل عمران: (42) فالقرآن يثبت لمريم الجانب البشري حتى لا يغالي الناس فيها، ويرفعونها إلى مقام الألوهية، وكذلك نراه يعطيها في الجانب الآخر يعطيها الصفة السماوية والملكوتية وصفة الاصطفاء، حتى لا يعتقد أنها كسائر البشرلا تتميز عنهم بشيءٍ؛ لأن الأنبياء والأصفياء يحملون صفة العلم اللدني، فهناك توازن في الطرح القرآني بين الجنبة البشرية والجنبة الغيبية للأنبياء، كيف نتعامل مع هؤلاء الأنبياء الذين لهم جنبتين جنبة بشرية وجنبة سماوية غيبية؟.

مقام سيد الشهداء (ع) في القرآن الكريم

وسيد الشهداء الحسين (ع) له هذه الخاصية فهو مشمول بآية التطهير وآية المباهلة وفي سورة الواقعة في آية (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) الواقعة: (79)، وقوله تعالى: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ) العنكبوت: (49) وإيتاء العلم إنما هو العلم اللدني، فمثل هذه النماذج التي لها أكثر من بعد، إذا لم نستعمل ونستخدم أدوات ومناهج متعددة مع الموازنة بين هذه الأدوات والمناهج فإننا لن نستطيع أن ندرس هذه الشخصيات حق الدراسة وبشكل عميق.

في الروايات الموجودة لدى الفريقين أن بعض زوجات النبي (ص) كانت تراقبه لتتعرف على ما يتبقى من خروجه ويتبين أن خروجه كالعطر الزاكي كما في روايات الشيعة فقد روى ابن بابويه في عيون الاخبار قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق الطالقاني رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) قال: للامام علامات يكون أعلم الناس، وأحكم الناس وأتقى الناس وأحكم الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأعبد الناس ويولد مختونا، ويكون مطهرا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ولا يكون له ظل وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين ولا يحتلم وتنام عينه ولا ينام قلبه ويكون محدثاً ويستوى عليه درع رسول الله ولا يرى له بول ولا غائط لأن الله تعالى قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك. ويكون أولى الناس منهم بأنفسهم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم. ويكون أشد الناس تواضعاً لله تعالى ويكون آخذ الناس بما يأمر به واكف الناس عما ينهى عنه. ويكون دعاؤه مستجابا حتى انه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين ويكون عنده

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست