responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 97

ومن جانب آخر فانّ الحكومة السياسيّة بالإضافة إلى خضوعها للعامل الزمني، فهي خاضعة أيضاً إلى نزوات الحاكم وشهواته، وما يحقّقه من منافع له ولأفراد عائلته، لتضمن لهم المستقبل والحياة السعيدة، وهذه كلّها سياسات وقتيّة قابلة للزيادة والنقصان.

أمّا الحكومة الحضاريّة التي يقودها الأولياء والصالحون، فلا يمكن لها أن تتعامل وفقاً لمقتضيات الغريزة والسمعة، وإن تطلّب ذلك التضحية بالمواقع السياسيّة التي في أيديهم؛ لأنّ هدفهم لم يكن هو تلك المواقع، بل الهدف هو إقامة الحكومة الحضاريّة، التي تتّخذ من القيم والمبادئ السامية منهجاً يحكم البشريّة بجميع أجيالها، وهذا الذي تبنّاه أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة المعصومين في كلّ أفعالهم ومواقفهم، التي تنبأ بالمسيرة الإصلاحيّة والمنهج القويم، المستوحى من قيم السماء، لتكون المحرّك الحقيقي للشعوب في كلّ الأوقات.

إذاً فالحكومة الحقيقيّة للشعوب- ليست هي القائمة على دفّة الحكم وزعامة المؤسّسات- هي المؤسّسة للقيم والمبادئ العليا في المجتمع، لتصبح دستوراً واقعيّاً تتعامل على طبقه الناس، وإن مات أصحابه من زمن بعيد.

ولهذا يمكن القول إنّ الأنبياء جميعهم والأوصياء لو اجتمعوا في مكان واحد وزمان واحد لما اختلفوا؛ لأنّ هدفهم واحد، وإن تعاقبوا في الأوقات والمجتمعات.

وبهذا يتّضح أنّ أعمال أهل البيت عليهم السلام ومواقفهم، داخل ضمن مقوّمات الحكومة الحضاريّة والتمدّن.

الإمام الحسين عليه السلام والنداء الحضاري

تقدّم سابقاً أنّ منهج الأنبياء والأوصياء، هو بناء الحكومة الحضاريّة القائمة على ترسيخ القيم والمبادئ في المجتمع، لتصبح عرفاً سائداً تتفاعل معه الأجيال، لتبقى

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست