responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136

تهذيب النفوس وإصلاحها، وبالتالي تؤدّي إلى تكامل المجتمع وبنائه بناءاً صحيحاً، إضافة إلى أنّ وجود المجتمع المتديّن يحدّ من الجريمة نتيجة وجود الحساب الداخلي والرقابة الذاتية وتهذيب شراسة الشهوات والغرائز، وهذا الأمر يعتمد على التوازن بين الخوف والرجاء في النفس الإنسانيّة.

إذن من الخطأ رفض ظاهرة الحزن بشكل مطلق، بل إنّنا في أمسّ الحاجة لها بالمقدار المطلوب وبشكل متوازن، ومن المعروف أنّ الطائفة الشيعيّة الإثنى عشريّة لديها محطّات أفراح تتمثّل في إحياء مواليد الأئمّة، ونحن نفرح في هذه المحطّات، ويتمّ تعليق الزينة، ونشر مظاهر السرور في مقابل الأحزان المتمثّلة بالبكاء والحزن في أيّام شهاداتهم عليهم السلام.

ولا يخفى على السامع من أنّ الشعائر الدينية إنّما تمثّل الإعلام الديني، وهناك فرق بين الإعلام الديني وغير الديني؛ لأنّ الإعلام الديني هو إعلام مبدئي.

وإنّني أدعو أبناءنا للتخصّص في المجال الإعلامي؛ لأنّه يشهد افتقاراً كبيراً من حيث الطاقة البشريّة، سواء في مجال الصحافة أو الأدب أو القصة أو الرواية أو المسرح وغيرها، ولا يخفى عليكم أنّ الإعلام هو السلطة الرابعة، بل قد يكون هو السلطة الاولى، التي تقرّر الحرب والسلم في كثير من الأحيان.

وإذا أردنا أن نلاحظ ما حدث في العراق في ذكرى الأربعين السابقة- بتوفيق من اللَّه، وببركات الأئمّة- في التجمع المليوني الكبير الذي أقلّ ما يقال عنه أنّه يضمّ ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص جاءوا لزيارة سيّد الشهداء عليه السلام، وقد اجتمعت فيه كلّ سبل النجاح بالرغم من غياب السلطة، والدولة، والشرطة، والكهرباء، والخدمات المدنيّة، وقد مرّت هذه المناسبة- بحمد اللَّه وفضله- بدون حادث يُذكر، أي حوادث قتل، أو سرقة، أو تدافع، وقد تعجّبت المحطات الفضائيّة من التنظيم العجيب لزوّار سيّد الشهداء عليه السلام، وإلى أنّه مع هذا الحشد المليوني ومن دون قوّات أمن لغياب الدولة

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست