responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 135

والنزوع إلى التقليد أمر فطري، ولهذا نجد أنّ الإنسان يقلّد مئات المرّات يومياً، سواء في اموره الحياتيّة أو غيرها، ولا يوجب ذلك أن نستنكر التقليد.

وأخذ الشيعة لبعض الآليات والأساليب من الامم الاخرى للتعبير عن حزنهم على سيّد الشهداء وأهل البيت عليهم السلام، لا يعدُّ عيباً مادامت تلك الآليّة صحيحة وسليمة، وهذا يقع في سياق التبادل الثقافي والحضاري بين الامم.

إذن ليست المشكلة في أنّ هذه الأساليب الحسينيّة مأخوذة من امم اخرى أم أنّها مبتكرة من أبناء الطائفة، وإنما المناط هو صحّة الاسلوب وعدم صحّته، فكون هذا الطقس مأخوذ من الأتراك، أو من الهنود، أو من غيرهم، لا يوجب الطعن فيه؛ ولأنّ الامم تتأثّر بالامم الاخرى في أساليبها، ولكنّ المهم هو أن تبقى المعاني والمثل والقيم والمبادئ وإن اختلفت الأساليب.

فلسفة البكاء والحزن

أمّا الإشكال القائل بأنّ الحزن ظاهرة هدّامة للمجتمع، وتفقده الحيوية والنشاط والهمم، وتسبّب له الكبت والتراجع النفسي والفكري والاجتماعي، إضافة إلى أنّها تعتبر عقدة تكفير الذنب.

فإنّ الجواب عنه، خصوصاً إذا كان هذا الإشكال يطرحه بعض أبناء المسلمين من المذاهب الاخرى فإنّنا نقول لهم كما قلنا في المحاضرات السابقة: إنّ ظاهرة الحزن والبكاء ظاهرة قرآنيّة يحثّ عليها القرآن، كما بيّنا في سورة البروج، وسورة يوسف، وفي قصة قابيل وهابيل، بل إن القرآن الكريم يحثّ على البكاء، ويمتدح النفس اللوّامة كما في سورة القيامة المباركة، ويذمّ الفرح، حتّى اعتقد البعض أنّ الفرح مذموم بصورة مطلقة، وإن كان هذا غير صحيح؛ لأنّ القرآن يرفض الفرح في بعض الحالات كتلك التي تؤدّي إلى بطر الإنسان ونسيانه للآخرة، فالفرح مذموم ولكن بهذه الصورة وليس بصورة مطلقة، وكذلك قد ذكرنا سابقاً من أنّ للبكاء دوراً كبيراً في

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست