responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 127

وممّا تقدّم يتبيّن أنّه لا إشكال في ما ورد في أخبار تؤكّد محاربة الإمام المهدي (عج) أتباع بني اميّة باعتبار أنّهم رضوا بقتل الحسين عليه السلام، وهذا ما فعله القرآن الكريم مع بني إسرائيل المعاصرين للنبيّ صلى الله عليه و آله وحمّلهم مسؤوليّة ما فعله أسلافهم.

وهناك قاعدة مستخلصة من الحديث النبوي الذي رواه الفريقان: «من أحبّ قوماً حشر معهم» [1]، فإنّ الذي يحبّ اولئك الظلمة فإنّه سوف يُحشر معهم، فهل نرضى نحن أن نُحشر مع الظالمين من أمثال قابيل وقارون وفرعون وغيرهم؟!

بل إنّ هناك وجهاً خامساً، وهو الدليل العقلي متسالم عليه، والذي تحكم به الفطرة أيضاً، وهو أن يحسّن الحسن ويقبّح القبيح، فكيف نحارب فطرتنا ونطمسها؟

الأحداث التاريخيّة بين القبول والرفض

قد سجّل لنا التاريخ الكثير من علامات الاستفهام التي توجب التوقّف، سواء كان في الماضي أو في الحاضر، فمثلًا في مطلع هذا العام الميلادي زار الرئيس الياباني قبور الجنرالات اليابانيّين الذين شاركوا في الحرب العالميّة، فثارت ثائرة الصين وكوريا الجنوبيّة، وكان اعتراضهم أنّ ذلك سوف يسترجع الذكريات المؤلمة التي عصفت بالعالم، وأزهقت فيها أرواح الأبرياء، وكلّ هذا يؤدّي إلى نبش التاريخ من جديد، وإعادة تلك الظلامات؛ ولذلك فإنّ الصين تقول: إنّ هؤلاء الجنرالات قد قاموا بجرائم في حقّ الإنسانيّة، ويجب اتّخاذ موقف سلبي منهم، والبراءة منهم، ومن غير المناسب زيارة قبورهم، بل طالب الصينيّون والكوريّون من الرئيس الياباني الاعتذار من هذا الفعل الذي يعدّ مساندة للمجرمين الذين تطاولوا على حقّ الإنسانيّة، وأنّ هذا


[1] مستدرك الوسائل: 12/ 108، باب تحريم الرضا بالظلم والمعونة للظالم، الحديث 13648/ 2.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست