responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 126

من إنكاره بالقلب، بل باليد واللسان بلحاظ الكتابة والأقوال والحديث عنه ومقاومة نشره في أبناء الجيل المعاصر، وإذا رجعنا إلى الأحداث التاريخيّة وما جرى فيها نرى أنّ لها موضوعاً قائماً، وعلى كلّ التقادير، فيجب إنكاره إنكاراً قلبيّاً، نحن نقول:

يجب، ولا نقول: يجوز؛ لأنّ اتّخاذ المواقف من المنكر التاريخي ممكن بالقلب، بل اللسان واليد بلحاظ بيان الصورة الحقيقيّة على واقعها ليتربّى الجيل الناشئ على الصراط القويم، وهذا هو الوجه الثالث.

وإذا أمعنا النظر في الآيات المباركة نجد وجهاً رابعاً: أنّ القرآن الكريم يعاتب ويؤنّب ويندّد باليهود المعاصرين للنبيّ محمّد صلى الله عليه و آله بما فعله أجدادهم قبل قرون عديدة؛ كما نبّه أهل البيت عليهم السلام إلى هذه السنّة القرآنيّة في رواياتهم، ولا عجب في ذلك؛ لأنّ الذي يرضى بعمل قوم يُشرك فيه حتّى وإن مرّت عليه السنون؛ لأنّهم متعاطفون مع أجدادهم، والقرآن الكريم لا يخاطبهم مخاطبة المتعاطف مع الظالم، وإنّما يخاطبهم مخاطبة الظالم والمرتكب للجريمة، وله شواهد عديدة منها قوله تعالى: (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [1]، فمع ملاحظة هذه الآية الكريمة نجد أنّها تصف اليهود بأنّهم قتلة الأنبياء، مع أنّ اليهود المعاصرين للنبيّ صلى الله عليه و آله لم يقتلوا رسل اللَّه ولكنّ اللَّه خاطبهم بهذا الخطاب؛ لأنّ هؤلاء من الذين رضوا بفعلهم ولم ينكروا عليهم.

وكذلك قوله تعالى: (وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ) [2]، وهذه الآية أيضاً تصفهم بعبدة العجل، مع أنّ اليهود المعاصرين للنبيّ صلى الله عليه و آله ليسوا هم الذين عبدوا العجل.


[1] سورة آل عمران: الآية 183.

[2] سورة البقرة: الآية 51.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست