responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 305

فهو عليه السلام يفسّر الفُرقة بمعنى‌ اختلاف المسلمين عن الدين باختيار جملة منهم الخروج عن الإسلام واعتناق الكفر أو ديانة أُخرى‌ ..

وبيانه عليه السلام هذا يفسّر قول هارون عليه السلام: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي» [1]، أنّه بمعنى‌ تفرّق بني إسرائيل عن دين النبيّ موسى‌ عليه السلام لو اصطدم هارون معهم بالسلاح أو قاطعهم بمفارقتهم والخروج عنهم، وهذا يوجب شدّة تعصّبهم و ارتدادهم عن دين موسى‌ عليه السلام؛ إذ أنّ عبادتهم للعجل بتسويل السامري كانت بخداعه أنّ ذلك من شرع موسى‌ عليه السلام: «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى‌ فَنَسِيَ» [2].

أمّا السبّ، فقد تقدّم افتراقه عن اللعن؛ إذ هو الفحش من القول القذر الذي يمارسه حثالى‌ وأسافل الناس، قال تعالى‌: «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ» [3]، و هو يفترق عن ذكر حقائق الأُمور والأحداث الواقعة في تاريخ المسلمين، فالسبّ لا يرتبط بها، وخلط العناوين مثار مغالطة.

قال عليّ عليه السلام- وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفّين:

إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم: اللّهمّ احقنْ دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتّى‌ يعرف الحقّ مَن جهله، ويرعوي عن الغي مَن لهج به‌ [4].

فتراه عليه السلام في الوقت الذي ينهى‌ عن السبّ، يحثّ على‌ وصف أعمالهم وذكر حالهم، أي استعراض حقائق الأُمور وما عليه أهل الباطل من رداءة العمل ورذيلة الحال، و بيّن عليه السلام الغاية من ذلك: «حتّى‌ يعرف الحقّ مَن جهله» أي: ليتبيّن طريق الحقّ وأهله و


[1] . طه/ 94.

[2] . طه/ 88.

[3] . الأنعام/ 108.

[4] . نهج البلاغة: خطبة 206.

اسم الکتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست