و هذه ملحمة قرآنية عمّن هو في الصفوف مع النبيّ صلى الله عليه و آله
و سلم وهو عسل اللسان و الكلام، ولكنّ قلبه مخالف تماماً لِما يظهره على لسانه،
وهو شديد العداوة للَّهولرسوله، والآية تُخبر أنّه إذا تولّى الأُمور فسوف يكون
سعيه في ولايته فساداً فيالأرض وإهلاكاً للحرث والنسل البشري، والحال إنّ اللَّه
تعالى لا يحبّ الفساد فيالتكوين، وإنّ خاصية هذا المتولّي التعصّب لفِعله أمام
نصيحة الآخرين له، كما إنّ هذه الآية تحدّد أغراض الدين- بما فيه الجهاد
الابتدائي- بأنّه ليس للإفساد في الأرض وإهلاك الموارد الطبيعية أو الإنجازات
المدنية التي حقّقها البشر، ولا الهدف تبديد النسل.