responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 122

في المقام الإشارة إلى‌ أنّ الخلط الذي حصل كان بسبب عدم التمييز بين الجهاد الابتدائي على‌ مستوى‌ التنظير وسيرة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم والفلسفة الحقوقية التي تنطلق منها مشروعيّته، وبين ما حصل من ممارسة في فتوحات البلدان، فإنّ الانطباع الذي أورثته تلك الممارسات في أذهان الأُمم الأُخرى‌ عاد عقبة كؤوداً أمام انتشار الدين الإسلامي في أرجاء المعمورة.

فالدين الإسلامي- بناءً على‌ هذا الانطباع- غطاء يحرز من وراءه جمع الثروات، واستعباد البشر في صورة الرقيق، ولقضاء النزوات بعنوان ملك الإماء، فيهلك الحرث في البلدان، و يبيد النسل البشري فيها، وتحت ركام هذه الصورة حاولت تلك المجموعة من المثقّفين والكتّاب في الدول الإسلاميّة القيام‌بعملية الغسيل، وتمييز الوجه الناصع للدين الحنيف عن تلك الممارسات، لكنّها خلطت بين حقيقة الجهاد الابتدائي وفلسفته الحقوقية التي ينطلق منها، وبين ما حصل من ممارسات باسم الجهاد الابتدائي في الفتوحات التي جرت، و نفتح أمام القارئ‌ملفّه كي يتبيّن له حقيقة الحال.

أغراض تشريع الجهاد الإبتدائي‌

إنّ أغراض هذا التشريع للجهاد الابتدائي كما تدلّ عليه مجموع الآيات القرآنية المتعرّضة للجهاد الابتدائي- والتي تقدّمت الإشارة إلى‌ بعضها- في الدين الحنيف، كما في قوله تعالى‌: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‌ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً» [1].

فإنّ هذه الآية تحدّد مَعلماً مهمّاً من معالم الجهاد، وإنّ الغرض فيه ليس جمع الغنائم والأموال والاسترقاق، بل قيادة الجموع البشرية وهدايتها إلى‌ طريق اللَّه وعبادته.


[1] . النساء/ 94.

اسم الکتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست