اسم الکتاب : الشهادة الثالثة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 56
أو الندب، و هذا يؤكد ما تفيده عبارة الصدوق في الفقيه المتقدمة من وجود ظاهرة عمل و سلوك الشيعة و سيرتهم بذكر الشهادة الثالثة في الأذان في زمن الصدوق و زمن السيد المرتضى حيث يعد الصدوق من مشايخ السيد المرتضى في الرواية، كما هو من مشايخ الشيخ المفيد في الرواية، و بذلك نقف بالدلائل على وجود السيرة بالشهادة الثالثة في الأذان لدى الشيعة في بدايات الغيبة الكبرى و سيأتي في مبحث سيرة المتشرعة من الطائفة الشيعية أن سيرتهم في بغداد و شمال العراق و جنوب إيران و حلب و مصر و كذلك الدولة الحمدانية و آل بويه و الدولة العبيدية و الفاطميون كانت على التأذين بالشهادة الثالثة (محمّد و علي خير البشر) و هي أحد الصيغ القريبة من الطوائف الثلاث التي رواها الصدوق في الفقيه، كل ذلك بالنصوص التأريخية العديدة على ذلك و هذه السيرة متقدمة على الصدوق بطبقة أو طبقتين.
أقول: فيعلم أن مبدأ السيرة لديهم ليس في ابتداء الغيبة الكبرى بل المراد أن مقدار ما تعطيه العبارة المتقدمة للصدوق و عبارة الشيخ الطوسي هو الدلالة على ما هو أقدم و هو وجود جملة من طوائف الروايات الواردة عن الرواة و بذلك يفيد أن هذه السيرة كانت لدى رواة الأئمة عليهم السّلام قبل الغيبة الصغرى لأن دأب و ديدن الرواة العمل و الفتوى بما يروونه و إلّا فيستثنون و ينبهون على عدم اعتمادهم على مضمون الرواية عند روايتهم لها في ذيلها كما هو واضح للمتتبع لكتب الحديث و أبواب الروايات.
الثانية: فتوى الشيخ الطوسي بالجواز:
و تتبين فتواه بالجواز من خلال المقارنة بين عبارته في النهاية و عبارته في المبسوط المتقدمتين حيث قال في المبسوط بأن العامل بالروايات المتضمّنة
اسم الکتاب : الشهادة الثالثة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 56