فهذه الصفات و المديح بها في القرآن قد ذكر للمصلّين في صدر تلك الصفات كما ذكر في ذيلها أيضا إقامة الشهادات و رعاية الأمانات، فلا يخلو السياق من تناسب لأن من موارد إقامة الشهادات و أبرزها هو في الصلاة لا سيّما و أن الصلاة قد تضمّنت التشهّد بالشهادات الحقة في الأذان و الإقامة و التشهّد.
حقيقة الأذان في القرآن:
قال تعالى: وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[2] و أيضا قد قال تعالى وَ إِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ[3].
قال المقداد السيوري في كنز العرفان (اتفق المفسرون على أن المراد بالنداء هنا الأذان فيستدل بذلك على مشروعيته، و هو لغة: إمّا من الأذن بمعنى العلم أو من الإذن بمعنى الإجازة و على التقديرين الأذان أصله الإيذان كالأمان بمعنى الإيمان و العطاء بمعنى الإعطاء و قيل إنه فعال بمعنى التفعيل