اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة الكبيرة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 63
الجهالة بحقيقة هذه القواعد و هذه الامور هي- مع الأسف- عالقة و منتشرة و متفشّية في عقول الكثير منّا حتّى في الوسط الداخلي، من حيث لا نشعر، فنتعامل مع كثير من مفردات العقيدة تعامل الجبريّة، و هذا خاطئ، و نتعامل مع الكثير من المفردات العقائديّة معاملة المشبّهة أو المجسّمة أو معاملة المعطّلة، من حيث نشعر أو لا نشعر، و كلّ تفسير عقائدي مبنيّ على التجسيم و على التعطيل و على التشبيه فهو باطل، كما هو الحال في ذات التعطيل و ذات التجسيم، شعر به القائل أو لم يشعر، و كلّ تفسير عقائدي مبنيّ على الجبر أو على التفويض فهو خاطئ، فطن له المفسّر أو لم يفطن.
عندما نقرأ في شؤون الباري تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[1]، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ* وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ* تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ[2] لا نعني بالنظر هنا النظر إلى شابّ أمرد جميل- و العياذ باللّه- و ليست تلك الرؤية رؤية جسمانيّة، إنّما هي رؤية قلبيّة:
تدركه القلوب بحقائق الإيمان [3]، كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام: «أفأعبد
362، الحديث 8. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 1/ 101، الحديث 17.