responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوى السفارة في الغيبة الكبرى المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 203

خبرهم عيسى بن موسى وكان عاملًا للمنصور العبّاسي على الكوفة فبعث إليهم رجلًا من أصحابه في خيل ورجالة.

فكانت بينهم حرب شديدة بالقصب والحجارة والسكاكين كانت مع بعضهم وجعلوا القصب مكان الرماح وقد كان أبو الخطاب قال لهم: قاتلوهم فإن قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح وسائر السلاح ورماحهم وسيوفهم لا يضركم ولا يعمل فيكم ولا يحتك في أبدانكم فجعل يقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلمّا قتل منهم نحو ثلاثين رجلًا صاحوا إليه: يا سيدنا ما ترى في ما يحلُّ بنا من هؤلاء القوم؟ ولا ترى قصبنا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد يكسر كلّه؟ وقد عمل فينا وقتل من ترى منّا.

فقال لهم: يا قوم إن كان بدا لله فيكم فما ذنبي، يا قوم قد بليتم وامتحنتم واذن في قتلكم وشهادتكم فقاتلوا على دينكم وأحسابكم ثمّ إنهم قتلوا وقتل هو وصلب، فقال بعض أصحابه: إن أبا الخطاب لم يقتل ولا أسر ولا قتل أحد من أصحابه وإنما لبس على القوم وشبه عليهم وأنه قد صير بعد حدث هذا الأمر من الملائكة [1].

وزعموا أنه لا بدَّ من رسولين في كل عصر ولا تخلو الأرض منهما: واحد ناطق وآخر صامت، فكان محمّد (ص) ناطقاً وعلي صامتاً وتأوّلوا في ذلك قول الله: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [2] ثمّ ارتفعوا عن هذه المقالة إلى أن قال بعضهم: هما آلهة، وتشاهدا بالزور.

ثمّ إنهم افترقوا لمّا بلغهم أن جعفر بن محمّد (الصادق) (ع) لعنهم ولعن أبا الخطاب وبرئ منه ومنهم فصاروا أربع فِرق وكان أبو


[1] المقالات والفِرق: 81.

[2] المؤمنون: 44.

اسم الکتاب : دعوى السفارة في الغيبة الكبرى المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست