responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في مباني علم الرجال المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 15

علم الدراية الباحث عن أحوال الحديث متناً و سنداً، و كيفيّة تحمّله و آدابه، و أمّا التعرّض لسند الحديث فيه فهو بما هو من أحوال الخبر و صفة له، أي أنّ البحث في مجموع السند، و أنّه على أي درجة، و بالتالي فلا يبحث فيه عن أحوال أفراد السند بأشخاصهم و أعيانهم، و إنّما البحث فيه من قبيل الكبرى، بينما الصغرى يتكفّلها علم الرجال.

و بذلك يتّضح موضوع علم الرجال، و يتّضح امتيازه عن موضوع علم الدراية، و كذلك تتّضح الفائدة منه، مضافاً إلى ما سيأتي في المدخل من بيان وجه الحاجة لعلم الرجال، إلّا أنّنا نضيف في المقام فوائد اخرى:

منها زيادة البصيرة في المسائل الاعتقاديّة؛ و ذلك لانطواء البحث الرجالي على دراسة الفرق المنحرفة و المستقيمة، و هذا يعطي للباحث إلماماً بموارد الانحراف و كيفيّة نشوئه، و الاطّلاع على المذاهب الاعتقاديّة المختلفة، كما تجد ذلك في ترجمة أمثال: محمّد بن أبي زينب، و يونس بن ظبيان، و المغيرة بن سعيد، و بنان.

كما أنّه يوقف المتتبّع في الأبحاث الرجاليّة على مذاق الشرع في كثير من الامور باطّلاعه على سيرتهم عليهم السلام مع مختلف أصناف الرواة؛ إذ تعاملهم معهم تجسيد عملي لرأي الشارع المقدّس تجاه أدقّ المسائل الحالكة المعضلة في أبواب كثيرة.

و بعبارة اخرى: إنّ البحث الرجالي تدقيق عميق في سيرة الأئمّة العمليّة و اتّجاههم في قبال الاعتقادات الموجودة في زمانهم؛ و بكلمة: أنّ البحث الرجالي في المفردات بمثابة الفتوى في الأحكام الاعتقاديّة المنطبقة على تلك المفردة، و عليه فالباحث الرجالي لا غنى له عن الاعتماد على مذهب كلامي في الجرح

اسم الکتاب : بحوث في مباني علم الرجال المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست