اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 76
للإرادة فيه، و الحال أنا ننتخب الفضائل، و لا أقل من أن الفضائل لا تكون بدون نوع من الاختيار العقلاني.
و أضف إلى ذلك أن العواطف تكون سببا لإيجاد الانفعالات، و الحال أننا بسبب الفضائل و الرذائل لا نكون منفعلين، بل نكون مهيّئين للفعل.
و على هذا فليست الفضائل بأي وجه قوى، لأننا بحسب استعداد الانفعال لا نعد من أهل الفضيلة أو الرذيلة و لا نمدح و لا يثنى علينا و لا نذم. و قوانا و استعدادنا فطرية و طبيعية مع أننا لسنا ذاتا حسانا و لا سيئين. و قد تكلمنا في ذلك فيما مضى و حينئذ إذا لم تكن الفضائل و الرذائل من الانفعالات و لا من القوى و الاستعدادات فلا بد أن تكون من الأحوال و الملكات.
أقول: فترى أنه يستعمل في القياس البرهاني الذي يقيمه على ماهية الفضيلة و الكمال النفساني مادة المدح و الذم اثباتا و نفيا. و يتضح جليا أن قوام معنى المدح و الذم و الحسن و القبح عنده هو التوصيف بالكمال و النقص ...
مساوقة الرذيلة للقبح و الذم:
و يقول في الفصل الحادي عشر [1] من المقالة الأولى (الكتاب الأول) تحت عنوان (السعادة و الحياة الحاضرة و السعادة بعد الموت):
«و بعد أن أثبت في الفصل العاشر أن السعادة غير معلولة الصدفة بل معلولة الفضيلة و ممارسة الفضائل «و السبب الفعّال حقا في السعادة إنما يقوم في الفعل الموافق للفضيلة، بينما الفعل المنافي لها هو السبب في الحالة المضادة. و الصعوبة التي نناقشها الآن تشهد على صحة برهاننا ذلك أنه لا يوجد في أي فعل إنساني ثبات مشابه لثبات الأفعال الموافقة للفضيلة، و هي تبدو أكثر ثباتا من المعارف العلمية نفسها. و من بين