اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 308
تفصيل الكلام:
1- العقل البشري عاجز عن الاستقلال في إدراك تفاصيل محاسن و كمالات الأفعال، كذا قبائحها و نقصها ... و من ثم كان مفتقرا إلى حكمة عميقة و عقل محيط بالواقعيات يزوده بالمعلومات مع الإيمان بقدرة العقل المستقلة على إدراك الكليات العامة للكمال و النقص.
العقل المعصوم عن الخطأ ضرورة لعقولنا و تكاملنا، لأنه هو الهادي إلى الكمال و النقص المتوسط و الجزئي.
بل الحاجة إلى المعصوم فطرية، حيث إنا لو رجعنا إلى فطرة البشر لوجدنا أنها لا تستغني عن المعصوم ليشخص لها المصاديق الحقيقية للكمال الذي فطرت عليه.
2- إن طريقة هداية المعصوم للعقل البشري العادي تكون بالاعتبار الذي حقيقته الإنشاء لا بالإخبار عن التفاصيل للكمال و النقص ... و ذلك لأن الإخبار إما أن يكون تفصيليا، أي لكل شخص عن كمال و نقص كل فعل فعل، أو يكون إخبارا إجماليا ...
و كل منهما غير مجد ...
أما الإخبار التفصيلي: فلأنه يلزم منه الوحي لكل فرد من البشر، حيث لا يكفي في القيام بهذه المهمة الرسول و رسالته الظاهرة، فإن هذا النوع من المعرفة يتطلب الاطلاع على كل جزئي و ما فيه من كمال أو نقص بما في ذلك ملاحظة الجهات المزاحمة لحسنه و قبحه و التي تختلف باختلاف الظروف و الحالات التي قد تنتج شيئا آخر ... و لا يكفي الاطلاع على الحسن و القبح النوعيان في الفعل.
و هذا الاطلاع التفصيلي على الواقع- و الذي هو الشريعة الباطلة- التكويني للأشياء يحتاج إلى وحي كي يكون في متناول الجميع ... و الواقع الخارجي يشهد بعدم حصول أغلبية البشر على هذا الشرف ... بل حتى الأنبياء أولي العزم و الذين
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 308